قلة النشاط البدني تعتبر السبب الرابع للوفاة عالمياً، وذلك لأن النشاط البدني المنتظم يحمي من سرطان المعدة، كما أن ممارسة الرياضة تقلل من معدلات الإصابة بمرض السكر والربو. وأكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، أنه يوجد 8 أسباب للخمول البدني وهي (التحضر السريع، الازدحام، تكدس السكان، الفقر، كثافة حركة المرور، تدنى جودة الهواء، نقص الأشجار، التوتر). وأوضح بدران أن الخمول البدني يعتبر السبب الرابع للوفاة في العالم وذلك لأنه يؤدي إلى (شيخوخة العضلات) المبكرة، مما يؤثر على الصحة العامة، فهو قاسم مشترك للإصابة بأمراض العصر، مشيراً إلى أن 60 بالمائة من سكان العالم لا يمارسون النشاط البدني المطلوب لصحة جيدة. وأضاف بدران أن قلة النشاط البدني تؤدي إلى الأمراض المزمنة غير المعدية مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، السرطانات، كما أنها تضاعفت معدلات الإصابة بها في أواخر القرن العشرين والواحد والعشرين نتيجة سلوكيات خاطئة جديدة على المجتمعات البشرية. وينصح بدران الأطفال بممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعة يومياً، ويفضل أن يكون أغلب النشاط البدني اليومي في الهواء الطلق، محذراً من الإفراط في استخدام الآي باد وأجهزة المحمول الحديثة المعتمدة على اللمس، وذلك لأنها تقلل من كفاءة الأصابع وعضلات اليد وتقلل من قدرة الأجيال الجديدة على الكتابة بالقلم واستخدام الأصابع فى النشاطات اليومية. كما يجب زيادة فترة ممارسة الرياضة للبالغين على ألا تقل عن 300 دقيقة في الأسبوع و150 دقيقة في الأسبوع للمسنين، فالرياضة تسهل وظائف المخ والإدراك لدى الأطفال، كما أنها تحمى كبار السن من مخاطر السكتة الدماغية. وأوضح بدران أن التوتر يقلل من النشاط البدني، وذلك لأن الاهتمام بالنشاط البدني يقي من نقص الكتلة العضلية في المسنين، مشيراً إلى أن الرياضة خلال الحمل تفيد الجنين، وتزيد من كفاءة الخلايا المبطنة للأوعية الدموية. الجهاز المناعي جهاز دفاعي يحمي الجسم من الكثير من الأخطار الداخلية والخارجية، والعضلات أيضاً لها دور هام في الدفاع عن الجسم وهي التي ساعدت البشر على الاستمرار في كوكب الأرض، إذ تمكنهم من الهرب من الأخطار والجري بعيداً للنجاة من الكوارث وتحدي الأعداء وهي التي جعلت البشر يعملون ويعمرون الأرض. وحسب نفس المتحدث فإن العضلات لها دور في مناعة الجسم، حيث توفر الطاقة لجميع أجهزة الجسم شاملة الجهاز لمناعي، وذلك لأنها تفرز الخلايا العضلية مجموعة من الوسائط الكيمائية العضلية تفيد في عمليات التواصل بين الخلايا وتنسيق وتنظيم وظائف الكثير من أجهزة الجسم كجهاز المناعة والمخ والكبد والدهون والبنكرياس، ومع أنها تفرز بتركيزات قليلة جداً لكنها أساسية للصحة والمناعة. وهذه الوسائط العضلية تزداد كلما انقبضت عضلاتك، مما يبعث الأمل أن بالحركة تصبح أقوى، وأفضل صحة ومناعة، كما أن قلة الحركة تسبب انخفاض هذه الوسائط ونقص كفاءة الأعصاب، الأوعية الدموية، زيادة فرص السرطانات والشيخوخة المبكرة والوفاة المبكرة. وأكد بدران أنه خلال التمارين الرياضية يستطيع الإنسان الذي يمارس الرياضة بانتظام محترف أن يتنفس 150 لتر في الدقيقة الواحدة، أما الرياضيين المحترفين فيستطيعون التنفس 220 لتر في الدقيقة الواحدة. فالرياضة المنتظمة تساعد في الحفاظ على الكتلة العضلية في الجسم، حيث أنها تتناقص بعد سن الأربعين بمعدل 5 بالمائة سنوياً وذلك بالتركيز على الرياضة 30 دقيقة يومياً. ذاكرة العضلات يمارس الإنسان حياته اليومية باستخدام الكثير من السلوكيات الحركية عن طرق استخدام العضلات الهيكلية بصورة إرادية مثل المضغ، المشي، صعود وهبوط السلالم، الكتابة، وبتكرار الكثير من النشاطات اليومية تصبح أوتوماتيكية لاتحتاج الكثير من التركيز. وتختزن ذاكرة القوة العضلية في المخ الذي يصدر الأوامر للعضلات المعنية لتقوم بالمهام المطلوبة بالنيابة عنك، فالتكرار يزيد من الذاكرة العضلية وهذا يجعلك تمشي للذهاب للعمل أو للعودة للبيت عن طريق الذاكرة، لأن عضلاتك ستتذكر وتؤدي المهمة اليومية. وأوضح بدران أن الصلاة تحمي عضلاتك، وذلك لأن السجود يجعلك تتخلص من الشحنات الضارة المتراكمة في الرأس إلى الأرض مما يزيل التوتر الذي يقلل المناعة ويفتح الباب لأمراض العصر.