أكد الشيخ يعقوب الباحسين عضو هيئة كبار العلماء في السعودية أن قبول شهادة "غير المسلم" لا تجوز في ظل وجود المسلم، وأن الأمر مرهون بذلك وأنه "إذا توفرت شهادة المسلم والعدالة فلا تجوز قبول شهادة غير المسلمين معتبرا أنه في حالة عدم وجود مسلم فتلك تدخل ضمن القاعدة الشرعية "الضرورات تبيح المحذورات"، وأن تلك الضرورة مما يؤخذ بها حتى لايؤدي ذلك إلى "ضياع الحقوق" وأن المسألة بشكل عام يجب أن تقيَّد بالضرورة، مستشهدا أنه في حال الضرورة يجوز حتى أكل الميتة". وأضاف الباحسين "إن التفاصيل في النهاية تترك للقاضي في الجزم بهذه الضرورة في محاولة تحقيق العدالة"، معلقا على من يرى أن عدم قبول شهادة غير المسلمين في بلاد المسلمين سيؤدي إلى حدوث العكس أيضا، بقوله "تواجد المسلمين في بلاد غير المسلمين بالتأكيد سيعرِّضهم لقوانين غير المسلمين، وربما رفض شهادتهم". وجاء تعليق الشيخ الدكتور يعقوب الباحسين على ما أورده الباحث والأكاديمي السعودي في جامعة الملك خالد بأبها الدكتور محمد جميل محمد المصطفى بأن شهادة غير المسلم على المسلم وله مقبولة فقهياً، وذلك بعد نقاش مستفيض لتحرير "شهادة الكافر في الفقه الإسلامي"، وهو الموضوع الذي ألمح الباحث إلى أن الفقهاء من قبله يُعرِضون عن قبوله صفحاً. وخلص الباحث محمد المصطفى بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الحياة" اللندنية الخميس إلى أن "رد شهادة الكافر عند الحاجة لها هو هروب من واقع المسلمين المنتشرين في الأرض وإحراجا لهم، وتضييعا لحقوقهم". ورجّح الباحث صحة شهادة الكافر على المسلم عند الحاجة إلى ذلك، في كل موضع فُقد فيه المسلم، حضراً أو سفراً كما قال ابن تيمية. وتابع "قد يرميني بعض الناس بالخروج على اتفاق الفقهاء في رد شهادة الكافر، لكنني لست بدعاً في ذلك، فقد سبقني على القول بهذا أئمة كبار، مثل ابن تيمية وابن القيم، ولا يليق بالفقهاء اللاحقين تجاهل الواقع، فقد انتشر الكفار بين المسلمين، واستوطن المسلمون بلاد الكفر على نحو يصعب تميز المسلم من غيره، وهذا مما يستدعي الاجتهاد بما يرفع الحرج". وأبرز الأكاديمي السعودي بعض نماذج التطبيق التي تحتاج الأخذ بشهادة الكافر أو غير المسلم في حالات منها الشهادات الطبية مثل إجازة شهادة الطبيب الكافر في المرض المبيح للفطر أو الصلاة قاعداً، وغيرها. ومن جهة أخرى، أكد باحث في الشؤون القضائية، طلب عدم ذكر اسمه، أن الحالات التي تقبل فيها شهادة غير المسلم محدودة ومنها وصية المسلم في مكان لا يوجد فيه إلا غير المسلم.