في الوقت الذي تتحدث فيه مصالح وزارة الفلاحة عن نجاح في محاصرة مرض الحمى القلاعية بل و الاحتواء النهائي لدائرة المرض داخل فترة زمنية لا تتعدى الأسبوعين ، لاتزال معظم أرجاء عاصمة الكورنيش جيجل تعيش على وقع “الفوبيا” التي خلفها هذا المرض الحيواني الفتاك في نفوس المربين الموالين . ورغم إعلان مديرية المصالح البيطرية بجيجل عن وصول اللقاحات التي خصصتها الوزارة الوصية لولاية جيجل والتي خصص (700) منها للبلديات الحدودية الا أن هاجس الإصابات المتزايد بالمرض بين قطعان الأبقار يبقى متواصلا لاسيما بعد ضبط المصالح الأمنية لعدد من المحاولات الرامية الى تمرير قطعان من الأبقار غير الملقحة عبر عدد من النقاط بالولاية وتحديدا الجبلية منها مما قد يساعد في توسع دائرة المرض بعد أن تم اكتشاف خمس بؤر للداء بإقليم الولاية إلى حدود نهاية الأسبوع الثالث من الشهر الجاري . وفي سياق القلق الذي يساور الفلاحون بجيجل بخصوص طريقة محاصرة داء الحمى القلاعية بالولاية لم يخف العديد من الفلاحين بالولاية قلقهم البالغ وعدم رضاهم على الطريقة التي تمت بها عملية توزيع اللقاحات المخصصة لفلاحي المناطق النائية مؤكدين على عدم وصول هذه اللقاحات إلى عدد كبير من المناطق النائية التي تبقى بها المئات من رؤوس الأبقار دون تلقيح وهو ما يجعلها عرضة للمرض في أية لحظة كما يفوت على أصحابها فرصة التصرف فيها أو بيعها طالما أن الإجراءات التي أعلن عنها بغرض محاصرة المرض تفرض قيودا كبيرة على الراغبين في بيع مواشيهم ومن ذلك توفر هؤلاء على شهادات تثبت اخضاع الأبقار للتلقيح قصد السماح لها بعبور مختلف نقاط المراقبة ودخول الأسواق الموازية التي باتت الملاذ الأخير لباعة الماشية بالولاية بعد غلق الأسواق المعروفة منذ الإعلان عن ظهور المرض .