اعتاد بعض الجزائريين قضاء أعياد الميلاد ورأس السنة بتونس كما جرت العادة من كل سنة وبالرغم هما شهدته الجارة من مختلف الأحداث خلال السنوات الماضية بعد ثورة الياسمين إلا انه لم يحد من توجه الجزائريين إلى تونس في مثل هذه المناسبات والعطل الصيفية، حيث شهد مركزا العبور بكل من أم الطبول والعيون بولاية الطارف زحفا كبيرا خلال اليومين الأخيرين مع بداية العطلة الشتوية وهو ما تترجمه الارقام الرسمية لشرطة الحدود التي سجلت خلال هذه الفترة توافد أعداد كبيرة للجزائريين من مختلف ولايات الوطن بين حركتي العبور من دخول وخروج حيث سجل بمركز آم الطبول عبور 8 ألاف شخص يوميا و 3 ألاف سيارة وهي الأرقام التي تضاعفت بعد أسبوع فقط أين كانت حركة العبور تشير إلى 3 ألاف شخص و1000 سيارة وحسب ذات المصادر الأمنية فان الأرقام المشار إليها سابقا مرشحة للارتفاع مع اقتراب موعد الاحتفال برأس السنة الميلادية، في حين سجل بالمركز الحدودي الأخر العيون خلال الأسبوع الماضي عبور قرابة 1500 شخص و700 سيارة إلى أن هذا الرقم تضاعف خلال اليومين الأخيرين حيث قفز الرقم إلى عبور 6500 شخص و 2600 سيارة. وبالرغم من كل ما تبذله الدولة من جهود لإنعاش قطاع السياحية،و الإمكانيات الطبيعية الهائلة المتوفرة في بلادنا، إلا أن الوضع يظل كما هو، إن لم نقل أنه يتدهور خصوصا فيما يتعلق بالسائح المحلي، حيث يحج إلى تونس وحدها كل سنة أكثر من مليون جزائري، والأكيد أن الأمر لا يختلف فيه اثنان على أنه بالرغم من حداثة ثقافة الجزائريين بالعطل السياحية سواء تعلق الأمر بداخل البلاد أو خارجها، إلا أن هذه الظاهرة باتت تأخذ طريقها نحو التجدر في ذهنية الجزائري، وهو ما تؤكده الأرقام المقدمة بخصوص عدد السياح الجزائريين في تونس ودول أخرى بدرجة اقل من تركيا وغيرها من الدول التي تستهوي الجزائريين، ومع اقتراب موعد أعياد الميلاد والتوافد الكبير للجزائريين إلى تونس فقد عرف سوق العملة انتعاشا كبيرا سواء تعلق بالدينار التونسي الذي لم يسجل انخفاضا حتى أسوء الظروف التي كانت تمر بها الجارة وكذا ارتفاعا كبيرا في العملة الأجنبية الاورو في السوق. رغم أن الجزائر على طاقات وإمكانات هائلة وتختزل في إقليمها الفصول الأربعة مما يجعلها مصنفة من أجمل بلدان العالم فان الكثير من الجزائريين يفضلون اخذ عطلهم خارج ارض الوطن وهي قناعة تقاسم فيها الجزائريون للترفيه على أنفسهم.