تعاني بلدية سيدي مروان في ولاية ميلة،والتي تحصي أزيد من 30 ألف نسمة، من أزمة حقيقية في التهيئة الحضرية و انعدام الطرق المزفتة و المساحات الخضراء والمشاريع التنموية الحقيقية، وهو ما جعل السكان يعبرون عن استيائهم الشديد من الوضعية الكارثية لبلديتهم التي لا يمكن تصنيفها مع بلديات الولاية الأخرى، وهو ما دفع بشبابها إلى التنكيت عن واقع حالهم بالقول أنه يتوجب كتابة عبارة « هنا تنتهي الحياة» عند المدخل الرئيسي للبلدية. ومن أجل حلول لهذه المشاكل،فقد ناشد المواطنون السلطات تعبيد طرق وممرات الأحياء،ووقف التسربات من قنوات الماء الشروب والصرف الصحي، وتوفير مساحات خضراء و برامج تنمية أخرى. عبر سكان بلدية سيدي مروان الواقعة شمال ولاية ميلة، عن تذمرهم من الوضعية التي آلت إليها بلديتهم العريقة التي تعد أول منطقة يسكنها «الكورسيكيون» في الجزائر، حيث باتت في شبه عزلة فرضها موقعها الجغرافي، زيادة على ركود التنمية وافتقارها للمشاريع التنموية، بعد أن عجز المسؤولون المتعاقبون عليها عن تقديم الملموس للسكان وتلبية تطلعاتهم، حيث بات السكان يتأسفون لواقعها المرير ويقارنوها بولاية سطيف التي رقيت في نفس السنة معها إلى مصاف البلديات، والمرتبة التي باتت عليها سطيف الآن وبلديتهم التي لازالت تئن تحت وطأة التخلف والعزلة. وتعاني البلدية من عجز فادح في التهيئة على مستوى مختلف الأحياء، التي تفتقر بعضها حتى لممرات معبّدة، مما يحوّلها شتاء إلى برك وحفر من الوحل والطين، إضافة إلى مشكل جمع ورمي القمامة وقلة النظافة في هذه الأحياء، وانعدام الهياكل الشبانية والرياضية التي من شأنها رعاية وتنمية مواهب شباب البلدية. كما تنتشر بهذه البلدية العديد من مظاهر الاعتداء على العقار والبناء الفوضوي دون أن تضع المصالح المختصة حدا لهذه الممارسات المشينة، وذلك في انتظار افتتاح مقر الشرطة الذي ينادي المواطنون بفتحه في أقرب الآجال. من جهة آخرى، يطالب سكان هذه البلدية بافتتاح مقرات هيآت إدارية على غرار بقية البلديات والدوائر،كالضرائب وسونلغاز، لتجنيبهم عناء التنقل إلى بلدية القرارم أو عاصمة الولاية، وإنجاز مركز بريدي كبير يلبي احتياجات الزبائن، باعتبار أن المركز الحالي صغير ولا يتوفر سوى على أربعة موظفين يؤمنون الخدمة لأزيد من ثلاثين ألف نسمة هو تعداد سكان البلدية. كما يطالب المواطنون وبإلحاح شديد، من السلطات العمومية، إنجاز مستشفى صغير أو عيادة توليد، بعد أن ضاقوا ذرعا من مشقة التنقل ليلا ونهارا إلى مختلف مستشفيات الولاية للعلاج، حيث كثيرا ما تسبب ذلك في حصول وفيات في الطريق أو حالات ولادة داخل السيارات.