نجحت الضبطية القضائية للدرك الوطني بتبسة، في الإطاحة بعصابة دولية لتهريب الذهب تنشط على محور إيطاليا و فرنسا و تونسوالجزائر كما حجزت في هذه العملية النوعية ما قيمته 28 مليار سنتيم من الذهب حيث كانت الكمية المقدرة ب 74 كلغ و 135 غرام من مجوهرات مختلفة الأنواع والأشكال معبأة داخل سيارة من نوع مرسيدس مجهزة بعدة مخابئ سرية. واستنادا لبيان من خلية الاتصال بالمجموعة الولائية للدرك الوطني، فإن العمليات التي تندرج في إطار المراقبة العامة للإقليم، مكنت عناصر الضبطية القضائية للدرك الوطني بمدينة تبسة، من تفكيك شبكة دولية للاتجار غير الشرعي بكميات هائلة من الذهب انطلاقا من دول أوروبية باتجاه التراب الوطني، حيث تعود تفاصيل هذه القضية إلى الأيام الماضية، حينما وردت معلومات إلى أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببوخضرة، مفادها وجود سيارة من نوع مرسيدس (فيانو) حاملة لرقم تسجيل ألماني، قادمة من تونس عبر المعبر الحدودي «المريج« وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية والعبور عبر المركز الحدودي محملة بسلع مشكوك فيها وذلك من بلدية المريج باتجاه بلدية بوخضرة سالكة الطريق الوطني رقم 82 أ الرابط بين هاتين البلديتين، حيث تم توجيه دورية من طرف عناصر فرقة للبحث من أجل توقيف هذه السيارة، حيث تمكنوا من تحديد وضبط السيارة وتوقيف سائقها بالمدخل الشمالي لبلدية بوخضرة وبعد تفتيش المركبة عثر في صندوقها الخلفي على ثلاث علب كرتونية مغلقة بأشرطة بلاستيكية ومخبأة بإحكام بها مجموعة كبيرة من الحلي الذهبية وبعد مواصلة التفتيش تم العثور على أربعة عشرة علبة صغيرة كرتونية بها مجوهرات بوزن يقدر ب 05 كلغ و 886 غراما مموهة تحت غطاء باب الصندوق الخلفي للمركبة كما عثر على مبلغ مالي قدره 1140 دينارا تونسيا و 160 أورو إضافة إلى 150.000.00 دج مخبأة داخل الصندوق، مباشرة بعد عملية التوقيف والحجز الأوّلي لهذه الكمية من الذهب تنقل عناصر فصيلة الأبحاث للدرك الوطني بتبسة، من اجل مواصلة التحقيق الذي نتج عنه اكتشاف كمية أخرى من المجوهرات كانت مخبأة بإحكام داخل مخابئ من الصعب اكتشافها بالسيارة، حيث قدر الوزن الإجمالي للمجوهرات ب 74 كلغ و135 غراما من مجوهرات مختلفة الأنواع والأشكال من الذهب (خواتم ، أقراط ، أساور وغيرها كل هذه الأنواع من القطع الذهبية الموجهة للبيع هي ذات نوعية رفيعة. الموقوف كان يزاول نشاطه منذ سنة 2010 دون أن يتفطن لعملياته. أفضى التحقيق الأوّلي مع الشخص الموقوف إلى انه يمتهن التهريب منذ سنة 2010 بسيارته نوع مرسيدس «فيانو« التي اقتناها من ألمانيا سنة 2010 ثم وجهها مباشرة إلى فرنسا حيث قام بتجهيزها بمخابئ عالية للتمويه لدى احد مطالي مرسيليا ثم باشر بها نشاط التهريب دون أن تتفطن له المصالح الأمنية. تولى مهمة توزيع الذهب المهرّب على تجار وهرانوالجزائر العاصمة وقسنطينة في سنة 2012 تمكن من الحصول على اعتماد للتصدير واستيراد الذهبحيث عمل بطريقة قانونية إلى أن أوقف هذا النشاط وفي بداية سنة 2013 جدّد نشاطه بطريقة غير شرعية حيث كان يتولى مهمة توزيع الذهب المهرب إلى كل من ولاية وهران لشركائه العاملين بالمدينة الجديدة وتوزيع الذهب إلى كل تجار وهران وبعض الولايات من الغرب الجزائري وبمدينة الجزائر يتولى هو توزيع الذهب المهرب إلى تجار العاصمة وضواحيها بينما يتولى تموين زبائنه من أصحاب محلات تجارة الذهب بنهج فرنسا الكائن وسط مدينة قسنطينة، ومن خلال إجراءات التحقيق تبين انه متعود على القيام بمثل هاته العملية بمعدل مرة في كل شهر حيث يقوم بجلب البضاعة على متن سيارة من الجمهورية التونسية عبر مركز العبور البري بالمريج، وللعلم فإن المعني من خلال التحقيق تبين انه يملك منزلين بمدينة باتنة احدهما مستغل من طرف عائلته أما السكن الثاني فهو مستغل لروضة الأطفال. تمديد الاختصاص لعدة ولايات من الوطن أسفر عن جرد ممتلكات الشركاء المتورطين تمديد الاختصاص إلى عدة ولايات من الوطن في إطار نفس التحقيق حيث تمكن المحققون من تفتيش عدة مساكن ومحلات تجارية بكل من الجزائر العاصمة ، باتنة، وهران و قسنطينة على إثرها تم توقيف شخصين يبلغان من العمر (34 ، 37 سنة ) وتم جرد جميع ممتلكات الشركاء المتورطين في عملية تهريب الذهب بكل الولايات المذكورة ( مساكن ومحلات تجارية ) وكذا جرد أموالهم المودعة على مستوى حساباتهم البنكية والبريدية، حيث يتواصل التحقيق حاليا لكشف كل أنواع المعاملات التجارية وحيازة المتورطين لعدة أملاك ومبالغ مالية متحصل عليها عن طريق تبييض الأموال.