أكد ممثل جبهة البوليساريو في النمسا وسلوفاكيا، محمد سلامة بادي، هذا الأحد، أن التطورات الدولية الراهنة قد تعرقل الجهود الأممية الرامية إلى إيجاد حل عادل وسلمي للقضية الصحراوية. ولفت إلى أن اعتراف فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية بما أسماه "السيادة الموهومة" للمغرب على الصحراء الغربية، من شأنه أن يعقّد مهمة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، ويُبعد إمكانية التوصل إلى سلام عادل يتماشى مع الشرعية الدولية. وأشار بادي، خلال استضافته في برنامج "ضيف الدولية" لإذاعة الجزائر الدولية، إلى أن التطورات الحاصلة منذ صدور قرار مجلس الأمن المتعلق بالصحراء الغربية في شهر أكتوبر الماضي، لا تزال دون التطلعات ودون المستوى المأمول. وأضاف أن دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، واجه صعوبات في استئناف مفاوضات تهدف إلى تسوية سلمية لهذا النزاع المزمن. موضحا أن المغرب، بدلاً من أن يتعرض لضغوط دولية للامتثال للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، تلقى رسائلا سلبية تعزز موقفه، وهو ما صعّب من مهمة دي ميستورا. وأكد بادي أن اعتراف فرنسا والولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهما دولتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن، يزيد من تعقيد الوضع ويُبعد إمكانية تحقيق السلام المنشود. واعتبر أن هذا الموقف يخالف القرارات الدولية، ويعكس استخفافاً من بعض الدول الغربية بالقانون الدولي، ويُظهر كيف أن النظام العالمي القائم خُلق بشكل يخدم هيمنة تلك الدول، من خلال ازدواجية المعايير وممارسة النفاق السياسي. كما أشار ضيف الدولية إلى أن اعتراف فرنسا جاء مقابل استثمارات تتجاوز 10 مليارات دولار في الأراضي المغربية، في حين حصل المغرب على دعم من الإدارة الأمريكية في إطار صفقة تطبيع مع الكيان الصهيوني، وصفها بأنها "مقايضة مرفوضة من حيث الشكل والمضمون والقانون الدولي". وقال في هذا الصدد: "ما يحدث في المغرب فريد من نوعه ولا يمكن مقارنته بأي تطبيع آخر قامت به دول عربية… ما يحدث في المغرب هو عملية 'صهينة' كاملة للبلاد".