تم أمس بمجلس قضاء عنابة النظر في قضية مقتل المغترب الجزائري المدعو « ف. فؤاد « من قبل كهل مسبوق قضائيا في جرائم القتل ويتعلق الأمر ب « خ. رضوان» من أصل جزائري ومقيم بفرنسا وذلك بعد إطلاق النار عليه بواسطة مسدس داخل مطعم بمدينة فيلوريان بفرنسا وهي القضية التي أثارت ضجة كبيرة دوليا لا سيما وأن المتهم محل بحث من قبل الأنتربول حيث فر عقب ارتكابه للجريمة و دخل الأراضي الجزائرية بطريقة غير شرعية عبر الحدود التونيسية. تفاصيل الواقعة تعود إلى تاريخ 1 سبتمبر 2009 حيث أن الضحية صاحب مؤسسة خاصة للتنظيف كان سيشرف على تنظيف المطعم الكائن بمدينة فيلوريان حيث تقدمت المدعوة ( م.ل) صديقة المتهم التي كانت في حالة سكر وطلبت من النادلة العاملة بالمطعم أن تبيعها علبة سجائر حيث رفضت بيعها على اعتبار انه وقت التنظيف لتغادر هذه الأخيرة المطعم وتتجه إلى صديقها المتهم ويعودان إلى المكان حيث طلبا أن تبيعهما النادلة علبة السجائر فرفضت مرة أخرى لتدخل المسماة ( م.ل) في مناوشات كلامية معها أين تدخل الضحية وتحدث بلباقة مع المتهم ليدخل معه هو الأخر في ملاسنات حادة إذ طلب منه الضحية الخروج إلى الشارع بغرض المشاجرة غير أن المتهم غادر المكان وصعد إلى شقته وبعدها عاود النزول مرتديا معطفا واضعا القبعة على رأسه وحاملا سلاحا ناريا ثم توجه مباشرة إلى المطعم حيث أطلق طلقة نارية من سلاحه عيار 9 ملم أصابت الضحية في القلب أردته قتيلا ليفر بذلك المتهم مباشرة إلى الجزائر قبل أن تتم متابعته من طرف السلطات القضائية الفرنسية التي أصدرت في حقه أمرا بالقبض. « المجرم عمل بناء لدى الشرطة وأطيح به في قضية مخدرات» خلال جلسة المحاكمة تم الكشف عن العديد من الخبايا الخاصة بهذا المجرم المدعو ( خ. رضوان) البالغ من العمر 57 سنة المولود بليون الفرنسية من أصول جزائرية وبالضبط من سطيف غير أن والديه مقيمان بالشط التابع لولاية الطارف حيث تم القبض عليه هناك إلا أن دهاء هذا المجرم الذي أسال الكثير من الحبر بالوسائل الإعلامية الفرنسية خاصة وأنه مسبوق قضائيا في جريمتي قتل إحداهما كان ضحيتها شرطي لتتم إدانته ب 20 سنة سجنا ليكون أخر ضحاياه مغترب جزائري ذنبه الوحيد أنه حاول تهدئته والتفاهم معه حول عدم استطاعتهم بيعه علبة سجائر بسبب تأخر الوقت وغلق المحل هذا وحسب ما دار في جلسة المحاكمة أن المتهم وبعد فراره من فرنسا عن طريق التوجه إلى تونس ثم الدخول إلى الأراضي الجزائرية بطريقة غير شرعية والغريب في الموضوع أنه كان يعيش بيتن الشط و مدينة عنابة ،كما أنه عمل كبناء لدى الأمن من خلال بناء وإعادة تهيئة المقرات الأمنية دون أن يتم اكتشاف أمره ليتم عقب ذلك وبمجرد تورطه في قضية المخدرات تم بعد أخذ إذن من النيابة بتفتيش منزله بالشط حيث عثروا على وثائق وبمجرد التحقيق في الهوية تبين أنه المجرم الخطير الذي لديه أوامر بالقبض دوليا ليتم توقيفه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقه. المتهم يصرح: « الشرطة الفرنسية تمارس عليا ضغوطا كلما تقع جريمة بالمحيط» إلى ذلك وبعد التحقيق مع المتهم أنكر ( خ.رضوان) التهمة المنسوبة إليه وبأنه لم يزهق روح الضحية ( ف. فؤاد) وذلك عن طريق سلاح ناري حيث أكد وقائع تشاجر صديقته مع النادلة حيث نزل من شقته إلى المطعم وقام بالتدخل لرافق هذه الأخيرة إلى شقته وبعدها عاود النزول لشراء علبة السجائر إلا أن النادلة وصاحب المطعم أعلماه بأنه يستحيل ذلك لكون انه تم إغلاق الصندوق فقرر مغادرة المطعم متوجها نحو شقته إلا أنه أشار بأنه أثناء تواجده بذلك المطعم شاهد أحد الأشخاص قوي البنية في حالة سكر أين قام النادل بإخراجه من المطعم إلا انه لم يول أهمية لذلك فتوجه إلى شقته ومنها توجه إلى شقة صديقته وبعدها إلى مدينة ليون حيث التقى ببعض الأصدقاء الفرنسيين وفي اليوم الموالي علم بالجريمة كما تم اتهامه بارتكابها ونظرا لقيام الشرطة بالبحث عنه وتفتيش منزله و العثور على خراطيش بالرواق بجانب شقته من نفس العيار الذي تم قتل الضحية به قام بالفرار مباشرة نحو الجزائر مضيفا أن ذلك راجع لخوفه من الشرطة الفرنسية والضغوط التي كانت تمارس عليه كلما تقع جريمة بالمحيط الذي يعيش فيه لا سيما وأنه مسبوق قضائيا. « النيابة العامة تلتمس المؤبد فيما حكم عليه ب 20 سنة سجنا» عقب استجواب المتهم الذي دام لساعات بغرض الوصول إلى الحقيقة خاصة وأن القضية جد حساسة على اعتبار أن كل من الضحية والمتهم جزائريين مقيمين بفرنسا التمست النيابة العامة بعد غلق باب المناقشات مع المتهم وفتح باب المرافعة معها أين التمست المؤبد في حقه وذلك كون جميع القرائن وكذلك الشهود يؤكدون ارتكابه للجريمة الشنعاء وعلى اعتبار أن هذه الواقعة هي بمثابة جريمة مجانية كون السبب الحقيقي هو علبة سجائر فيما أدانت هيئة المحكمة وبعد النظر في القضية المتهم (خ.رضوان) ب 20 سنة سجنا نافذا.