أدانت محكمة الجنايات بمجلس قضاء جيجل في ساعة متأخرة من أمسية الأربعاء رجل الدفاع الذاتي الذي تورط في جريمة مزدوجة ببلدية أولاد عسكر بالإعدام وذلك في غياب هذا الأخير الذي مازال البحث عنه متواصلا منذ تاريخ ارتكابه لهذه الجريمة البشعة التي هزت ولاية جيجل من أقصاها الى أقصاها . وقد أصدرت المحكمة المذكورة حكما غيابيا بالإعدام في حق رجل الدفاع الذاتي المذكور الذي تجاوز عمره الستين والذي كان وراء ارتكاب جريمة قتل مزدوجة في الثامن من شهر نوفمبر من السنة الماضية (2014) حيث أجهز بسلاحه الناري على كل من زوجة ابنه العشرينية ، وكذا سائق سيارة غير مرخصة «فرود» والذي يعتبر بمثابة جار للجاني فيما نجا حفيد مرتكب الجريمة من المصير ذاته بعدما كان في نفس السيارة التي من المفروض أن تنقل والدته إلى إحدى المصحات بمدينة الطاهير والذي مازال إلى اليوم تحت الصدمة ويعاني من اضطرابات نفسية كبيرة بعدما شاهد بعينيه الصغيرتين منظر جده وهو ينهي حياة والدته الشابة وسائق سيارة «الفرود» برصاصات صادرة عن سلاحه الناري الذي تحصل عليه في إطار عمله كرجل دفاع ذاتي .وفيما أمرت العدالة على هامش جلسة المحاكمة الغيابية التي أدانت الجاني بحكم الإعدام بإحضار هذا الأخير حيا أو ميتا على اعتبار أنه مازال في حالة فرار منذ تاريخ الجريمة أو بالأحرى منذ نحو سبعة أشهر وأضحى يشكل خطرا كبيرا على حياة سكان المنطقة التي ينحدر منها ، مازال الأشخاص الذين سبق للجاني وأن هدّد بتصفيتهم بعد ارتكابه لجريمته المذكورة ومنهم بعض أفراد عائلته وكذا أشخاص آخرين كان على خلاف معهم يواصلون لجوءهم بعدد من مدن عاصمة الكورنيش وحتى ببعض الولايات الشرقية ، خوفا من وقوعهم في يد هذا «الباثريوث» الذي مازال حرا طليقا بعد مرور قرابة عام كامل على توقيعه لجريمته المشهودة بعدما تمكن من الفرار نحو جبال بلدية أولاد عسكر ، ليصبح أشبه بالأسطورة ، حيث يتداول سكان أولاد عسكر والبلديات المجاورة على غرار الشحنة وبرج الطهر آخر أخباره بشكل يومي إلى درجة حديث يتحدث البعض عن رؤيته من حين لآخر حين يأتي بحثا عن الطعام والماء وأغراض أخرى في حين يتحدث البعض الآخر عن انضمامه إلى إحدى المجموعات المسلحة وحتى عن تغييره لشكله والتحاقه بمنطقة أخرى حتى لا تعرف هويته وهي الأخبار التي تبقى كلها تناجي السراب في ظل غياب معلومات حقيقية ومؤكدة عن مصير هذا «الباثريوث» الذي نزع النوم من أعين العشرات من سكان بلدية أولاد عسكرالجبلية