مازال مسلسل تعاطي المنشطات في الرياضة الوطنية متواصلا، وما زالت معه الفضائح تضرب الاختصاص تلو الآخر، فبعد الضربة الموجعة التي أصابت اتحادية ألعاب القوى على أبواب ألعاب لندن الأولمبية لسنة 2012 بإيقاف الثنائي بوراس وبورعدة لسنتين، وكذا رباعي المنتخب الوطني لرفع الأثقال ولاعبي كرة القدم للثمانينات، كما مست الظاهرة أحسن دراجي نادي سوفاك الذي يضم عمالقة الاختصاص على الصعيد القاري في طواف الجزائر هشام شعبان وكذا المصارع عبد الكريم وكالي، ها هي فضيحة أخرى تمس هذه المرة كرة القدم الجزائرية بإيجاد مواد محظورة على عينات أخذت من فحوصات لاعب فريق اتحاد العاصمة يوسف بلايلي على هامش مواجهة فريقه لمولودية العلمة في دوري المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، وهو ما دفع لجنة الانضباط في «الكاف» إلى فرض عقوبة لسنتين بعد تأكد تعاطي مدلل اتحاد العاصمة و أحسن لاعب جزائري محلي في الوقت الراهن لمواد محظورة رياضيا، كما أكدت مصادر من «الفاف» أن رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، محمد روراوة، علم منذ أيام بقضية بلايلي، لذلك أصر على أن يمر نجم سوسطارة على عملية الفحص في مباراة فريقه أمام شباب قسنطينة في إطار الجولة الخامسة من دوري الدرجة المحترفة الأولى والتي تألق فيها بلايلي بشكل ملفت للانتباه، حيث خضع للتحاليل رفقة زميله مفتاح من جانب الإتحاد وبزاز و الحارس سيدريك من جانب شباب قسنطينة، كما هو معمول به حيث يتم اختيار لاعبين من جانب كل فريق، وهي التحاليل التي أثبتت مرة أخرى تناول اللاعب لمواد محظورة ومعروفة في أوساط الشباب. قرار «الكاف» الذي قد يمتد إلى أربع سنوات وفق القوانين الجديدة للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، قد يتسبب في إنهاء المسيرة الكروية للاعب الذي يتألق بشكل لافة مع أبناء سوسطارة هذا الموسم الأمر الذي سينتج عنه دون شك نتائج وخيمة على مستقبل اللاعب و مشواره الكروي وكذا فريقه المقبل على إجراء مباراة الذهاب لنصف نهائي رابطة أبطال إفريقيا أمام الهلال السوداني. هذه الفضيحة فتحت المجال واسعا أمام العديد من التساؤلات في الوسط الرياضى الكروي الجزائري حول مدى تفشي ظاهرة تعاطي المنشطات لدى اللاعبين ومدى قدرة الجهات المسؤولة على مجابهة مثل هده الآفة التي يبدو أنها أصبحت مرضا خطيرا ينخر جسد كرة القدم الجزائرية خصوصا في ظل غياب إستراتيجية فعالة لمحاربة ظاهرة التعاطي لدى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم.وتوحي العديد من المعطيات بأن عدد المتعاطين للمواد المحظورة كبير جدا في الوسط الكروي وفي ارتفاع مستمر، هذا وقد أكدت مصادر من اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات أن العديد من لاعبي بطولة الدرجة المحترفة الأولى «موبيليس» المعروفين الذين أجريت عليهم تحاليل الكشف عن المنشطات في بداية الموسم الكروي الحالي جاءت نتائجها ايجابية، حيث أسر ذات المصدر، أن الأمر يتعلق بلاعبين من وفاق سطيف، شبيبة القبائل، أمل الأربعاء ومولودية الجزائر وحتى إتحاد الجزائر، والأكيد أن الحقيقة ستعرف ببيان رسمي من الرابطة أو الاتحادية.