يعيش قطاع التربية الوطنية واحدة من أسوأ أيامه منذ 24 عاما و هذا بفعل التسريبات الممنهجة لمواضيع امتحانات البكالوريا و التي بعيدا عن مساهمة صفحات الفايسبوك في انتشارها فهي تبقى ضربة موجعة ليس لقطاع التربية فحسب لكونه الضحية الأولى في القضية بل للدولة الجزائرية ككل و التي وجدت نفسها أمام معضلة يصعب حلها و أمام وضعية لا تحسد عليها . التسريبات أكبر من التلاميذ و الأساتذة و القرصنة واردة و بما أن كل الاتهامات كانت دائما ما توجه للأساتذة و التلاميذ في تسريب مواضيع البكالوريا فإن تسريبات “ باك 2016 “ ستبقى راسخة في الأذهان لكونها بعيدة كل البعد على أن يكون وراءها تلاميذ أو حتى أساتذة نظرا للطريقة الممنهجة التي سارت عليها التسريبات و التي لم تتوقف أو ترضخ لانكشاف أمرها و فضحها على المستوى الإعلامي , بل تواصلت رغم كل ما حدث ما يدل بان من يقف وراء العملية أكبر مما يكون أساتذة أو تلاميذ أو رؤساء مراكز امتحان . ما يجعل احتمالية تعرض مواقع الديوان الوطني للامتحانات لعمليات قرصنة الكترونية بما يسمى “ ارهابا الكترونيا “ سواء كان من مجموعات إجرامية محلية أو من خارج الوطن من المتربصين باستقرار الدولة الجزائرية أمرا محتملا. حتى محيط الوزيرة لوحده ليس بمقدوره التسريب دون ضمانات و رغم أن هذه التسريبات تبقى و بصفة شبه رسمية قادمة من محيط الوزيرة و محصورة بين وزارة التربية و التعليم و الديوان الوطني للمسابقات و الامتحانات , إلا أن الأمر ليس بالسهولة التي تجعل أي موظف مهما كان مركزه يقدم على تسريب مواضيع امتحان البكالوريا بهذه الطريقة بل و الاستمرار في تسريبها رغم أمر وزير العدل بفتح تحقيقات في الموضوع و إقرار وزيرة التربية و التعليم بوجود تسريبات ,و انتشار الخبر لدى العام و الخاص من المجتمع , ما يجعل الأمر محيرا و موضحا بان من يقدم على أمر مماثل لا يمكن أن يكون إلا بوجود ضمانات تحميه و تبعده عن كل الشبهات خصوصا و أن طرح المواضيع عبر الانترنت سيقود حتميا لاكتشاف مصدرها و هو ما يعيه المسربون ما لم يكونوا محميين أو خارج التراب الوطني و هو ما قادت إليه التحقيقات بوجود 120 شخصا متورطا من بينهم أشخاص من خارج التراب الوطني و الذين قد تقود التحقيقات إلى أن أغلب التسريبات قادمة من خارج التراب الوطني لإغلاق الأبواب أمام السلطات لاكتشاف هوية المسربين صفحات الفايسبوك لا تتحمل المسؤولية لوحدها في نفس السياق و رغم أن كل الاتهامات كانت تتجه صوب صفحات الفايسبوك في نقل الأسئلة و المساهمة في عملية الغش التي و إن كانت صحيحة في نقل الأسئلة و كشفها للجميع فإنها ليست المسؤولية الوحيدة عن العملية التي يمكن القول أن صفحات الفايسبوك لا تعتبر إلا جزءا منها بل و جسر وصل فقط , حيث لا يمكن للمنطق أن يقول بان الصفحات و مرتادي الفايسبوك سيقومون بفسخ و محو الأسئلة و المواضيع و التغاضي عنها أن كانت أمامهم و لا يمكن للعقل أن يتقبل أن المترشحين للبكالوريا سيرفضون رؤية الأسئلة و حلها أن كانت مطروحة أمامهم و هو ما يجعل تحميل رواد الفايسبوك و أصحاب الصفحات المسؤولية الكاملة أمرا غير مقبول ما لم يتم الكشف عن المسؤول الرئيسي عن التسريب و تحميله المسؤولية الكاملة حول ما حدث