اهتز سكان قرية واد صالح ببلدية الشط ولاية الطارف أول أمس على وقع حادثة غرق الطفل إدريس معمور إثر سقوطه في حفرة مغمورة بالمياه بمخزن للخمور يعود للفترة الاستعمارية صالح بونوالة الحادثة شكلت صدمة كبيرة لسكان القرية وأهله الذين كانوا في قمة الحزن و الأسى على فقدانهم لفلذة كبدهم الذي لم يتعد سنه عشر سنوات .عقب سماع الخبر تنقلت «آخر ساعة « إلى مكان الحادث حيث قدمنا التعازي لأهل الضحية ،ثم التقينا برفاقه نذير معمور ،داودي محمد و داودي داود حيث سردوا لنا تفاصيل الحادثة الأليمة ،و التي تعود إلى عشية أول أمس حيث ذهبوا إلى مبنى بالقرية يعود للحقبة الاستعمارية وكان يستعمل كمخزن للخمور، وحسب رفاقه فإنهم حيث كانوا يتسلقون أشجار التين و يصعدون فوق المبنى من أجل قطف التين كعادتهم،لكن الأقدار هذه المرة كتبت نهاية الطفل إدريس ، اثر سقوطه في إحدى الحفر المغمورة بالمياه على سطح المبنى عندما كان يحاول إخراج نعله .وأضاف صديقه المقرب نذير الذي كان في حالة هستيرية بسبب الصدمة أنه حاول إمساكه قبل سقوطه لكنه لم يستطع وكاد أن يسقط معه ،لولا قدوم عم الضحية في اللحظة الأخيرة وإنقاذه فيما غرق الطفل إدريس في حفرة المياه التي يبلغ عمقها خمسة أمتار أو أكثر.من جانب آخر لا تزال مخلفات الاستعمار الفرنسي تحصد أرواح الأبرياء وهذه المرة ليست بواسطة الألغام بل عن طريق مبنى كان يستعمل لتخزين الخمور ،مبني في شكل صهاريج إسمنتية عميقة يمتلئ بعضها بمياه الأمطار مشكلة أفخاخا للأطفال الذين لا يعون خطورة اللعب فيها ،والتي كان ضحيتها طفل في عمر الزهور .وفي ظل هذه المأساة التي يمكن تفاديها ،كان بإمكان السلطات المحلية حظر الاقتراب من هذا المبنى الخطير الذي تعيش فيه حيوانات خطيرة كالأفاعي إضافة إلى الحفر العميقة ، أو ردمه على الآخر بما أنهم لا يحتاجونه في شيء ،إضافة إلى غياب الوعي لدى أهل المنطقة الذين كانوا مطالبين بمنع أبنائهم من الاقتراب من هذه الأماكن الخطيرة .تم أمس تشجيع جنازة الطفل إدريس بحضور أساتذة ومدير مدرسة ساكر عمار التي يدرس بها ،حيث كان سيجتاز السنة القادمة اختبار السنكيام لكن الموت خطفه وحرمه من تحقيق حلمه بالدراسة في الجامعة من أجل أن يصير طبيبا لمعالجة المرضى .كما أنه كان محبوبا لدى جميع سكان القرية لحسن أخلاقه وطيبته.