فالشباب ملاذه الوحيد المقاهي أما الأطفال فهم مرغمون على البحث عن البديل لتبديد الحرارة الخانقة التي أحرقت أجسادهم النحيفة مما يجعل الوضع أصعب كل موسم اصطياف و إذا كانت الشواطئ قبلة للمصطافين فإن الأحواض المائية و الآبار و الحفر مسابح مفتوحة مجانا دون مراقبة أو أدنى رعاية لأطفال لا يتجاوز سنهم العاشرة و في زيارة قادتنا إلى عين الباردة و عين الصيد وجدنا هاتين القريتين رقعتان مهجورتان عدا المرغمين على الخروج لقضاء حاجة ملحة لا سيما في منتصف النهار و درجة الحرارة تبلغ ذروتها و تزداد صعوبة حيث ينقطع الماء و لا يجد السكان ما يلطفون به أجسادهم المحترقة بالإضافة إلى القحط الترفيهي بالمنطقتين حتى دور الشباب كانت مغلقة رغم أن موسم الصيف فرصة لتنظيم خرجات مجانية للأطفال المعوزين ، و حسب السكان فإن هذه المعاناة تبقي هؤلاء الصغار أسرى فراغ قاتل خاصة إذا كانت الألعاب الترفيهية مثل الدومينو و البابي فوت بذات المناطق منعدمة و للترفيه عن النفس التقينا بأطفال يسبحون في آبار مهجورة و هنا تبدأ المعاناة الحقيقية يحدث هذا بعد أن انتهى الصغار من جني محصول الطماطم و في الساعة منتصف النهار تبدأ المغامرة و حسب رئيس الجمعية بعين الباردة فإن الآبار و الحفر تشكل مقبرة حقيقية لبعض الأهالي و قد بلغ عدد ضحايا السقوط داخل الآبار خلال 3 أشهر الماضية 6 ضحايا ، هذه الحوادث سجلت أثناء عمليات تنظيف الآبار ليليها إقدام الأطفال خلال العطلة الصيفية للسباحة في البرك و السدود دون أخذ احتياط النجاة لأن الأطفال في تلك الفترة تكون حالتهم البدنية منهارة بعد يوم كامل من العمل الشاق فهم حتما ضحايا هذه الحفر التي يكمن خطرها في القاع السفلي و أمام هذه المعاناة يبقى المسبح الأولمبي بالولاية محط تساؤلات بعد أن استنزف الملايير لكن الأشغال به لا تزال متوقفة منذ سنة 2001 إلى جانب تخصيص أكثر من 250 مليار من المبلغ الإجمالي لإنجاز مسابح لأطفال بالقرى لكن هذه المشاريع السياحية الترفيهية لم تعرف النور حتى المسبح الذي يوجد بشاطئ رفاس زهوان تحول إلى وكر جميل و منعش يقصده المدمنون على الكحول فيما يبقى الأطفال ضحايا التهميش و اللا مبالاة حتى السلطات لم تتحرك لتغيير هذا الوجه القاتم و لم تتخذ إجراءات صارمة لتسييج الآبار و الحفر الموزعة بعين الباردة و التريعات و برحال و العلمة و كان لزاما علينا الاتصال بمدرية الري لوضع حد لهذه المعاناة إلا أننا وجدنا المسؤولين في عطلة و الجدير بالذكر أن مصالح الحماية المدنية أنقذت أكثر من 12 طفل من الغرق المحتوم بهذه القرى البعيدة فيما لقي أحد الأطفال حتفه ببلدية الحجار نهاية الأسبوع الماضي بعد غرقه في حوض مائي مملوء بالطمي و عليه يبقى سكان عنابة يعيشون كل فترة صيف على هاجس الخوف المحدق بأطفالهم