في أجواء جنائزية مهيبة حضر مئات المواطنين بعد عصر يوم الخميس تشييع جنازة الطفلين أنس ذو 9 أشهر و مريم ذات 4 سنوات اللذين وجدا مقتولين أمس الأربعاء وقد كانت علامات الحزن والأسى بادية على وجوه كل المشيعين لحظة وصول النعشين إلى مقبرة بولبراغت بحي القماص بقسنطينة حيث دفنا بعد آداء صلاة العصر وقد اقترب عديد الأشخاص الذين صدمتهم هذه الفاجعة من والد الطفلين المصدوم و أقاربهم لمواساتهم و تعزيتهم بمصابهم الجلل و التعبير عن تضامنهم معهم في هذه الظروف الصعبة ، فجميع الحاضرين مصدومون ولم يستطيعوا تقبل حقيقة الجريمة البشعة بكل المقاييس، و التي اهتز لها الشارع القسنطيني معبرين عن إصابتهم بالذهول عندما علموا بمقتل الطفلين «محمد أنس»، «مريم ز « على يد أمهم « م ، م» و هي إطار بمؤسسة صيدال البالغة من العمر 34 سنة و حسب ما يتداول فقد ذبحت طفليها أمام التلفاز و من المحتمل أن تكون ارتكبت الجريمة في الصباح ، فيما اختلفت الأقاويل و التبريرات حول القضية أن الأم كانت تعاني من آثار مس للجن خاصة وأنه تم جلب راق للمنزل قبل يومين من وقوع الحادث وهناك من أكد تغير حالتها النفسية و اضطرابها منذ وضعها مولودها الثاني محمد أنس وقد يكون هذا سببا في دفعها إلى ارتكاب فعلتها دون وعي أو إدراك حيث لا تزال تخضع حاليا للخبرة الطبية بمستشفى الأمراض العقلية بجبل الوحش الجانية ستعرض على الخبرة الطبية أكد السيد بوجمعة لطفي في أول تصريح صحفي صبيحة الخميس تورط الأم «مونيا ،م « في جريمة قتل طفليها معلنا أن الجانية متكفل بها صحيا إلى حين عرضها على الخبرة الطبية للتأكد من أنها مضطربة عقليا أو أنها في كامل قواها العقلية فيما تبقى ملابسات القضية و كيفية تنفيذ الجرم وظروفه غامضا غير معلن عنه حفاظا على سرية التحقيق وبهذا لم تجد أسئلة الإعلاميين إجابات لدى النائب العام، وعن ما تداوله الشارع القسنطيني من تأويلات متباينة، الذي سيفصل فيه تقرير الطب الشرعي الذي لم يتم الإعلان عنه لحد كتابة هذه الأسطر الأب « منهار إلا أنه يسامح زوجته على قتل فلذتي كبده وقفت جريدة آخر ساعة على انهيار تام للأب الذي لم يقو على دخول المقبرة و وضع ابنيه في مثواهما الأخير و بالرغم من الحزن الكبير الذي أنهك قواه و الحالة الصعبة التي تعرض لها إلا أن وعيه الكبير و إيمانه بقضاء الله وقدره و تقديره حالة زوجته الهستيرية مبديا تعاطفه مع زوجته مؤكدا لنا أنه لا يمكنها ارتكاب هذا الجرم لو كانت في حالتها الطبيعية ما جعله يردد باستمرار انه يسامحها ولا يكن لها أي ضغينة و أنه سيبقى إلى جانبها حتى تستعيد عافيتها ولن يتخل عنها مهما حصل ما يدل على أنه شخص حكيم و واع و لم ينجر وراء عاطفته الأبوية و أقاويل الناس رغم فاجعته بفقدانه فلذتي كبده . شهود عيان يرجحون أن يكون الطفلان قد قتلا صباحا خاصة وأن الجيران سمعوا صراخا في تلك الفترة و أفاد بعض المقربين من العائلة لآخر ساعة أن الأم مونيا يرجح أنها قد ذبحت طفلتها و خنقت الرضيع في الفترة الصباحية بعد خروج الأب من المنزل متوجها إلى عنابة لاستخراج أوراق إدارية لأمه حيث أنها رفضت حوالي الساعة الحادية صباحا فتح الباب لزوجة عم الطفلين التي كانت برفقة خالة زوجها بصدد زيارتها و بالرغم من إصرارهم على الدخول رفضت فتح الباب و طلبت منهما المغادرة ليتم الاتصال بعدها بزوجها الذي اتصل بدوره بزوجته ليسألها عن الطفلين خاصة و أنه لم يسمع صوتها إلا أنها أكدت أنهما نائمان فيما لم يشتبه الأب بأي شيء وبدا له الأمر عاديا لتحاول الضيفتان للمرة الثانية الدخول للمنزل طالبتان منها إعطاءهما الأولاد لأخذهما عند جدتهما طالبين منها الارتياح في المنزل ليتفاجآ برفض الجانية استقبالهم مؤكدين أنهم لم يسمعوا أي ضجيج للأطفال و هو الأمر الذي استغربوا له خصوصا و أن الجانية معروفة بحسن المعاشرة و الضيافة ليعود الأب مساء ذلك اليوم المشؤوم و يتفاجأ بعد فتحه الباب بالدماء ويجد ولديه مرميين أرضا جثثا هامدة ورأس ابنته مفصولا عن جسدها و زوجته جالسة ارضا لتدخل بعدها في حالة هستيرية كبيرة و نقلت على اثرها لمستشفى الامراض العقلية . الأم الجانية معروفة بتقديسها للعائلة و سلوكها بدأ في التغيير قبل شهرين الجانية « م ، مونيا « 34 سنة كانت معروفة عند العام والخاص بطيبتها و حسن خلقها وحبها الكبير لعائلتها و اهتمامها الكبير بأولادها حيث الكثير لم يتفهموا إقدامها على ارتكاب هذا الجرم في حق فلذتي كبدها ما يدل على أنها لم تكن في كامل قواها العقلية خاصة وأنهم لاحظوا تغيرات في سلوكها قرابة أكثر من شهرين شاهدو تغيرات غير طبيعية في الأم مونيا مع كل المحيطين و من بينهم أطفالها حيث أصبحت غير مهتمة بحالها وشؤون أسرتها غير مهتمة بأكل أطفالها ونظافتهم ليقوم الأب بنقلهم إلى جدتهما التي تقيم بنفس الحي لإطعامهما و تنظيفهما و هو الأمر الذي ادخل الشك في نفوس عائلة الزوج و الحديث معها لمعرفة إن كانت تعاني مشاكل حتى أنهم نصحوها باستشارة طبيب نفسي إلا أنها رفضت مؤكدة سلامتها و بما ان العائلة كانت مشغولة بمرض جد الطفلين الذي توفى منذ اسبوع قبل الحادث حيث تم اطلاع شقيقة الجانية بحالتها التي تدعو إلى القلق مع ضرورة ايجاد حل سريع قبل تفاقم الوضع ليتفاجؤوا بعد أيام قليلة بإقدامها على فعل لا يمكن لأي عقل تقبله مستبعدين قصة مسها بجن خاصة وأن زوجها عرضها قبل يومين من الحادث على راق أكد سلامتها من أي جن الدكتورة حسيني حورية تشرح حالة الجانية أكدت دكتورة حسيني حورية بمصلحة التوليد بالمستشفى احمد عروة بزيغود يوسف أن حالة الأم لا علاقة لها بالمس بل رجحت إصابتها بمرض psychose post partum وهو إحساس مفرط يضع الأم في حالة حرجة و الأم أقدمت على هده الجريمة ليس كرها لابنيها و لكن بالعكس حبا لهما في تفكيرها وهي في تلك الحالة التي تعود في أغلب الأحيان إلى عدم التحضير النفسي للولادة او ولادة صعبة و أو ترك الأم في أيامها الأولى من الولادة لوحدها حيث تكون ضعيفة جدا نفسيا و جسديا و ترى نفسها ستموت أو تهلك عن قريب تتحمل فكرة ترك ابنيها وراءها مضيفة أن هذا هو التفكير السائد عند المرأة التي تصاب بهذا المرض و في اغلب الأحيان تقدم الأم على الانتحار مشيرة في الأخير أنه إذا اكتشف الاضطراب في المراحل الأولى و أحيطت ألام بالرعاية و الحب العائليين تستطيع التغلب على هذه الأعراض.