ويشارك في الملتقى أكثر من أربعين باحثا وأكاديميا وخبيرا قدموا من مختلف أنحاء الوطن ليقدموا رؤية نقدية لواقع الممارسة السياحية في الجزائر والآفاق التي يفتحها أمامها الاتصال ليجعل منها صناعة حقيقية،ويهدف الملتقى إلى مناقشة أهمية تفعيل الاتصال لإنجاح المشروع السياحي في الجزائر وإبراز دور الجامعة كفاعل استراتيجي للنهوض وتعزيز مقومات ومعطيات السياحة في البلاد، وتعتبر السياحة صناعة قائمة بذاتها يطلق عليها الصناعة لها أدواتها ووسائلها ومؤسساتها وفاعلوها وسياقاتها،فالجزائر أصبحت مجبرة في ظل التحولات العالمية على إعادة النظر في المسار التنموي ودراسته دراسة نقدية ، وذلك بالانطلاق من الذات ومكتسباتها للخروج من المآزق المختلفة التي تعصف بالبلاد بين الحين والآخر نتاج إهمالها لقطاعات أخرى أكثر عطاء وديمومة مثل السياحة التي تشكل إحدى عوامل التنمية الاقتصادية باعتبارها مصدرا للموارد المالية وعنصر استقطاب للاستثمار الأجنبي والمحلي. النهوض بالسياحة في بلادنا يتطلب استراتيجية إعلامية واتصالية والجزائر لها من المقومات السياحية ما يؤهلها لأن تتربع على عرش السياحة جنوب البحر المتوسط خصوصا وأنها قادرة على الاستفادة من مختلف التجارب فتتجاوز الأخطاء التنموية السياحية المرتكبة من قبل غيرها لتكون نموذجا حيا للسياحة المنطلقة من رؤى سوسيو ثقافية جزائرية العمق،وذلك ليس بالأمر الهين لأن المشروع السياحي في الجزائر لن ينضج إلا داخل أطره الاجتماعية والثقافية والسياسية وبتبني المجتمع الجزائري لغاياته كمشروع تنموي عمقه الوجود الجزائري الممتد في عمق التاريخ،وحاليا تكون مؤسسات الإعلام بشتى أنواعها قادرة على تحقيق الهدف إذا تمكنت من وضع استراتيجية إعلامية واتصالية واعية لإرساء قواعد الثقافة السياحية وصناعة المنتوج السياحي في آن واحد. دور الإعلام مهم للغاية في الترويج للسياحة وسيسلط الملتقى الضوء على أهمية الاتصال السياحي والتخطيط الاستراتيجي السياحي التنموي بالانطلاق من الدور الفاعل للإعلاميين وفعاليتهم في الترويج للموروث الحضاري الرمزي المادي واللامادي وتنمية الصناعات الصغيرة والحرفية وإحياء ما أفل باعتبارها تجسد الأنا والكينونة التاريخية والوجودية للشعوب المستقبلة للسياح الذين يبحثون كزبائن على تجليات المخزون الرمزي للوجهة السياحية المستقبلة من خلال الحرف والصناعات التقليدية والفنون والفولكلور والعادات والتقاليد. هذه أبرز محاور الملتقى وسيناقش الملتقى الذي ترأسته الدكتورة وحيدة سعدي، ويرأس لجنته العلمية فؤاد بوقطة والأستاذ حاج موسى هشام رئيس اللجنة التنظيمية العديد من المحاور على غرار الاتصال والإقليم السياحي ،واقع الاتصال السياحي من منظور مهني،دور التكوين في الاتصال في إنجاح الاستراتيجية السياحية،الإعلام والاتصال وترقية السياحة،تكنولوجيا الإعلام والاتصال والسياحة،دور الاتصال السياحي في تثمين الموروث الرمزي المادي واللامادي، الاتصال السياحي وتسويق الإقليم، الاستراتيجيات الاتصالية للفاعلين في مجال السياحة.