حمل المراهق" كمال بوكرمة" صاحب 15 سنة المتمدرس بالسنة الرابعة متوسط عقب سماعه جرس الساعة الخامسة موعد انتهاء الدروس يوم الأربعاء، محفظته متوجها إلى المنزل بعد اجتيازه مجموعة من الفروض، الطفل كان يمني نفسه بعطلة أسبوع من الراحة و النوم ولم يعرف أن الشر يترصده على بعد أمتار من متوسطته " بورنان هدام "بالزرامنة حياة بودينار أين اعترض طريقه أربعة مراهقين تتراوح أعمارهم بين 17 و 20 سنة وفي لمح البصر بادره أحدهم بطعنة على مستوى الفخذ ليقوم الثاني بضربه على رأسه بالمطرقة عدة ضربات ، وفيما كان المعتدون يفكرون في مواصلة ضربه تعال صراخ التلاميذ الخارجين من باب المتوسطة ليهرب الجناة و يسقط “كمال” على الأرض وسط مشهد مرعب بعدما كسته الدماء، ما جعل الكثير من التلميذات يصبن بإغماءات و صدمات نفسية ، وفورا قام صاحب سيارة خاصة بحمل المراهق إلى مستشفى “ عبد الرزاق بوحارة “ بالسيسال أين أخضع فورا لعملية جراحية لإيقاف النزيف، حيث ذكرت مصادر طبية لجريدة “ آخر ساعة” أن الجناة قطعوا شريانه الفخذي ما جعله يفقد كمية كبيرة من الدم ليتم نقل الدم له مع إخضاعه لعدة عمليات جراحية من أجل إنقاذ حياته ، و استمرت الجهود الطبية لغاية صبيحة الخميس أين أعلن الطاقم الطبي وفاة “ كمال” بحضور زملائه الذين رفضوا الالتحاق بالمتوسطة وقصدوا المشفى لزيارة صديقهم على أمل أن يتحدثوا معه و يجدونه بصحة وعافية ، لكنهم فجعوا بخبر الوفاة ما جعلهم يدخلون في صدمة قادتهم للمتوسطة ليخرجوا من الأقسام باقي التلاميذ ويتجهون صوب منزل الضحية القاطن بالحي التطوي بالزرامنة أين ارتفع صوت البكاء و النحيب وامتد لكل عاصمة الولاية و باقي البلديات لتغرق سكيكدة وسط حزن قاتل حسرة على مراهق في مقتبل العمر واستنكار لانتشار العنف و امتداده لفال بالمؤسسات التربوية. كمال قتلته شهامته والجناة بالحبس المؤقت وعن أسباب الجريمة ذكر مجموعة من زملاء كمال أن كان ذاهبا للدراسة صبيحة الأربعاء و بالقرب من المتوسطة تعرضت زميلة له لتحرش من قبل مراهق آخر لا علاقة له بالمؤسسة ، أين لمس شعرها و ضايقه لتستنجد بكمال بعدما تمادى الأخر في مضايقة التلميذة فدخل كمال معه في شجار انتهى بمغادرة المتهم ودخول كمال لمتوسطته ، ناسيا ما حدث بحسن نية و لم يعرف أن الشر سكن قلب و روح غريمه الذي اتجه لحيه و أحضر ثلاثة من أصدقاءه تسلحوا بالسكاكين و أحدهم حمل مطرقة وترصدوا لكمال حتى موعد مغادرته ، و لم تكفي كل الساعات ليبرد الغضب بداخل الجاني فظل ينتظره وما إن رآه حتى بادره بطعنة أصابت فخده ثم أكمل البقية المهمة ليتركوا” كمال “ يصارع الموت الذي تغلب عليه ليموت “ شهيد العلم” و “ رجلا” بعدما دفعته شهامته ليدافع عن زميلته و لم يغمض عينيه و يتركها بين أدي منحرف عمله الوحيد ترصد مراقبة بنات المتوسطات و الثانوي. وحسبما ذكر الكثيرون فكمال هادئ ورزين ، ومدلل عائلته باعتباره أصغر أبنائها، لا يحدث المشاكل و لم يسبق أن اشتكى منه أحد. بن غبريت بسكيكدة لم تكن جنازة” كمال بتكرمة” محزنة فقط بل كانت صاخبة لارتفاع أصوات الاحتجاجات التي دعوت السلطات لوضع حد للعنف المدرسي، وتردد كثيرا اسم وزيرة التربية “ نورية بن غبريت” على لسان الحاضرين للجنازة و ما أكثرهم من تلاميذ ومواطنين و أولياء التلاميذ الذي دعوا الوزيرة لاتخاذ إجراءات لحماية أبنائهم من العنف الذي تفشى بشكل مخيف في الوسط التربوي مهددين بمنع أبنائهم من الالتحاق بالمؤسسات التعليمية حال استمرار الوضع على حاله، وصرح أحد الأولياء أن خروج أبنائهم للالتحاق بمدارسهم أصبح يصيبهم بالرعب و لا يرتاحون قبل عودتهم آخر النهار ، بعدما أصبحوا عرضة للاختطاف و القتل داخل أو بجانب الحرم المدرسين ، داعين إلى التدخل العاجل و الصارم. مواطنون يصرخون..الإعدام هو الحل اعتبر الكثير من المواطنين من الجنسين الذي تحدثت” آخر ساعة” إليهم أن القصاص هو الحل لمجابهة العنف المتفشي بالمجتمع الجزائري، فالحكم على المجرم بالإعدام دون تنفيذه مع تمتع السجون بكل الحقوق داخل السجن ، لم يعد الأخير رادعا بل يسعى الكثيرون للهروب إليه من ظروفهم الاجتماعية ، ليطالبوا بتفعيل حكم الإعدام انشر الرعب في نفوس المجرمين ، وهو المطلب المتجدد منذ انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال و قتلهم بالجزائر.