تمكنت مصالح الأمن بولاية عنابة يوم الخميس من توقيف المتهم الرئيسي في قضية صفع الطفل الذي ينحدر من دول الساحل وذلك ساعات بعد تقديم مصالح ولاية عنابة شكوى ضد مجهول لدى السلطات القضائية.وبمجرد أن أمرت السلطات القضائية بفتح تحقيق في القضائية وتوقيف المتورطين في عملية الصفع والاستهزاء بالطفل بناء على الدعوى العمومية التي رفعتها الولاية، حتى باشرت مصالح الأمن تحقيقاتها التي مكنتها من تحديد هوية الشخصين اللذين ظهرا في الفيديو، لتنجح بعدها في توقيفهما، حيث كشفت مصادر "آخر ساعة" أن الشاب "ح" الذي قام بصفع الطفل يقطن ببلدية البوني وهو في الثلاثينيات من عمره، حيث يعمل قابضا في أحد حافلات النقل الحضري على مستوى محطة "سويداني بوجمعة" كما أنه معروف لدى مصالح الأمن بسبب استغلاله مواقف شرعية لركن السيارات وسط مدينة عنابة، أما المتهم الثالث الذي قام بتصوير الفيديو فقد تم تحديد هويته هو الآخر وما يزال إلى غاية كتابة هذه الأسطر في حالة فرار. الفيديو تم تداوله على نطاق واسع وطنيا وعالميا ورغم أن الفيديو يعود تاريخ تصويره إلى الشتاء الماضي ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي صبيحة الأربعاء، إلا أنه انتشر كالنار في الهشيم وطنيا وذلك من خلال تداوله عبر المواقع المذكورة وهو ما سرع من عملية وصول الحادثة إلى السلطات المحلية التي قامت باتخاذ الإجراء المناسب سريعا، خصوصا إذا علمنا بأن الفيديو أخذ أبعادا أخرى، باعتبار أن العديد من المواقع والقنوات التلفزيونية العالمية تحدثت عنه بطريقة يظهر فيها الجزائريون وكأنهم عنصريون ويتعاملون بوحشية مع المهاجرين الأفارقة، خصوصا وأن نشر الفيديو تزامن مع الضغوطات الدولية التي تمارس على الجزائر من أجل إنشاء مراكز لاحتجاز الأفارقة فيها وهو الأمر الذي رفضته قيادة البلاد، هذا الأمر دفع العديد من النشطاء الجزائريين للرد على هذه التقارير والتأكيد على أن الحادثة معزولة وأن الجهات القضائية في عنابة تحركت ضد الجناة. الجزائريون أطلقوا حملة عفوية للتضامن مع الأطفال الأفارقة وبالموازاة مع محاولة البعض تشويه صورة الجزائريين من خلال الاستعانة بهذا الفيديو، أطلق العديد من النشطاء الجزائريين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لتأكيد تضمانهم مع أفارقة دول الساحل عموما وأطفالهم خصوصا وذلك من خلال التقاط صور معهم ونشرها على المواقع المذكورة وهو البادرة التي لاقت استحسانا كبيرا وأكدت على أن صفع الطفل بتلك الطريقة الوحشية ما هو إلا تصرف طائش ومعزول وأن العنصرية لا مكان لها في الجزائر التي هي أصلا خليط من البيض والسود الذين تعاطف جميعهم مع الطفل الذي تلق صفعة من شدة قوتها أسقطته أرضا بمحطة "سويداني بوجمعة"، حيث كان ذنبه الوحيد أنه طلب من الجاني أن يعيد له أمواله التي جمعها من التسول، هذا وكانت ولاية أكدت في بيانها الذي أصدرته يوم الأربعاء أنه من غير المقبول الاعتداء على أي شخص مهما كانت نوعية الاعتداء، حيث وجهت رسالة في هذا الخصوص مفادها أن "السلطات العمومية تعلم الرأي العام بأن كل مساس بالسلامة الجسمية والنفسية لأي شخص، بغض النظر عن عرقه أو جنسيته، سيكون محل متابعات جزائية صارمة وفقا للقوانين سارية المفعول للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية". بدوي: "سنتخذ كل الإجراءات بحق المعتدين على الطفل" وعلى هامش الزيارة التي قام بها يوم الخميس إلى ولاية الطارف، تحدث نور الدين بدوي وزير الداخلية والجماعات المحلية على قضية الاعتداء الذي تعرض له الطفل، حيث قال: "يجب أن نتأكد أولا من صحة الفيديو، لكن أؤكد على أن الجزائر بتاريخها وقيمها وتعليمات رئيسها تتكفل بالمهاجرين واللاجئين إليها طبقا للاتفاقيات الدولية، ليس بالجديد على الجزائر وشعبها الكريم المضياف التكفل بمن يلجئ إليها"، وأضاف: "الجزائر تخصص إمكانيات مالية ضخمة للتكفل بالمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين وليس أي بلد يفعل ذلك، سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة والصارمة بخصوص هذه الحالة التي يجب التأكد منها".