تم تداول فيديو في صفحات "الفايسبوك" لقارب من الحراقة الجزائريين من إحدى المدن الغربية في عرض البحر يتجه إلى إسبانيا به رضيعة لا يتجاوز سنها عامين ضمن "قارب الموت" حيث يحملها والدها بين يديه ويطلب منها أن تقول "باي باي الجزائر" ولاقى هذا الفيديو ردود فعل متباينة الذين أجمعوا على أن ظاهرة "الحرقة" نخرت جسد العائلات الجزائرية لأنها أودت بأرواح العديد من الأبرياء، ويتم تسجيل يوميا العشرات من رحلات "الحرقة" التي تنطلق من المدن الساحلية الجزائرية على غرار مستغانم، عنابة، الطارف وبعض المدن الآخرى ورغم أن خفر السواحل تجند إمكانيات ضخمة من أجل القضاء على هذه الظاهرة، ورغم أن المصالح الأمنية فتحت العديد من التحقيقات حول هوية "مهربي البشر" وتمكنت من توقيف العديد منهم من قبل، كما تم شن حملات واسعة من أجل حجز العتاد المستعمل في "الحرقة" مثل محركات القوارب الخشبية، إضافة إلى مداهمة بعض الورشات الخاصة بصناعة هذه القوارب وردع أصحاب محطات الوقود الذين يبيعون البنزين ل "الحراقة "بطريقة غير شرعية إلا أن هذه الظاهرة تفاقمت أكثر وأصبحت بمثابة "فوبيا" وسط العائلات الجزائرية لأن العديد من الشبان والمراهقين يحلمون في الوصول إلى أوروبا عبر قوارب الموت بحثا عن حياة أفضل بحجة عدم حصولهم على فرصتهم في بلادهم، ولم تأت الحملات التحسيسية التي تم إطلاقها بأي نتيجة، ويدفع الأبرياء في كل مرة الفاتورة حيث تم تسجيل المئات من الشبان الذين غرقوا في عرض البحر منذ بداية ظاهرة "الحرقة" نهاية سنة 2007، إضافة إلى المئات من المفقودين الذين لم يظهر لهم أي أثر منذ مغادرتهم للسواحل الجزائرية.