تحول مشروع الملعب الجديد ببراقي إلى صداع حقيقي بالنسبة للدولة الجزائرية، في ظل تماطل الشركة الصينية CRCEG المكلفة بالمشروع في الانتهاء من الأشغال وتسليمه رغم مرور 11 سنة كاملة عن إطلاقه، هذا برغم الإعذارات المتتالية التي وجهتها وزارة الشباب والرياضة وولاية الجزائر، وكان آخرها شكوى رفعها الوالي عبد القادر زوخ، إلى الشركة الأم في الصين يطالبها بالتدخل العاجل من أجل تسريع أشغال الإنجاز التي تسير بسرعة "السلحفاة". يُعتبر ملعب “عبد الحميد كرمالي” رحمه الله، بالعاصمة الجزائرية جزءا من مركب رياضي يتم بناؤه ببلدية براقي الواقعة على بعد 18 كلم جنوب شرق مدينة الجزائر و35 كلم شمال شرق مدينة البليدة، ويشتمل المركب الأولمبي على قرية صغيرة لممارسة مختلف الرياضات، إضافة إلى مضمار ومسبح يتسع ل 2600 شخص والعديد من الأحواض الملحقة، فضلا عن ملاعب تدريب صغيرة، فندق، سلسلة مكاتب وموقف للسيارات، ناهيك عن محلات للخدمات وغيرها. ويُصنف هذا الملعب كثاني أكبر ملاعب ولاية الجزائر بعد ملعب 5 جويلية، بأرضية معشوشبة طبيعيا من آخر طراز، وكان من المقرر أن يحتوي الملعب على 60 ألف مقعد، لكن جرى تخفيض السعة إلى 40 ألف مقعد مغطاة بالكامل. البداية في 2007 والنهاية ليست غدا بدأ كل شيء سنة 2007، حينما أطلقت وزارة الشباب والرياضة مناقصة دولية لبناء مركب براقي، العملية شاركت فيها ثلاث مؤسسات هي: المقاولون العرب المصرية، والشركتان الصينيتان "CSCEC" و"CRCEG"، هذه الأخيرة فازت بالمناقصة، وتعدّ "CRCEG" شركة عمومية تابعة للحكومة الصينية، واشتهرت بشكل خاص بعد إنجازها مترو الصين ونيلها لقب أكبر شركة بناء في العالم عام 2012، الأمر الذي جعلها تحظى بثقة في الجزائر، اعتبارا لكونها الأسرع إنجازا والأقل كلفة. يذكر أن انطلاق الأشغال بمشروع براقي كان بتكلفة أولية قدرت ب 280 مليون دولار، ومع هذا نسبة الأشغال به لم تتجاوز ال65 بالمائة واستهلك ضعف الميزانية المخصصة له عبر عديد عمليات إعادة التقييم المالي الذي اشترطته الشركة الصينية في كل مرة للاستمرار في الأشغال. الوزير يهدد الصينيين ويمنح الشركة المنجزة آخر فرصة هذا وينتظر أن يُدشن الملعب الجديد لِبراقي بِالعاصمة في ال 5 من جويلية 2019، تزامنا مع احتفالات الجزائر بِعيد استعادة الإستقلال واسترجاع السيادة الوطنية والشباب. جاء ذلك، على لسان وزير الشباب والرياضة محمد حطاب، الذي برمج زيارة إلى المنشآت الرياضية بِالعاصمة. وكان مرفوقا بِالوالي عبد القادر زوخ وسفير الصينبِالجزائر. غير أن الوزير حطاب أبدى عدم رضاه عن الشركة الصينية المُكلّفة بِتشييد ملعب براقي، بِسبب تماطلها في تسليم هذه المنشأة الكروية الكبيرة. وقال الوزير المسؤول عن قطاع الشباب والرياضة إن الشركة الصينية كانت مُطالبة بِزيادة عدد العمّال إلى رقم 500 (ضعف العدد الموجود حاليا)، للإنتهاء من تشييد الملعب أواخر الشهر الحالي. لكنها فضّلت الإكتفاء بِالعمّال الذين وظّفتهم سابقا. وعن توقف الأشغال بِحجّة رداءة الأحوال الجوية، قال الوزير محمد حطاب إن سقوط المطر ليس مُبرّرا لِتأخّر الأشغال وعذرا غيبر مقبول، مثله مثل ارتفاع أسعار مواد البناء. وشدّد وزير الشباب والرياضة أمام مسؤولي الشركة الصينية، على ضرورة تسليم "مفتاح" الملعب الجديد لِبراقي مطلع جويلية المقبل، كأقصى حدّ مسموح به. وأعلمهم أنه لن يقبل من الآن فصاعدا تأخّرا جديدا. مع الإشارة إلى أن الأشغال شُرع فيها عام 2007، لِمنشأة كروية تتّسع لِزهاء 40 ألف مُتفرّج. بين آمل الحكومة والواقع شيء آخر في الوقت الذي تأمل فيه الحكومة تسلمه أواخر السنة الجارية كأقصى تقدير، يؤكد رئيس المشروع أن الملعب لن يكون جاهزا قبل 2020. وسبقت تأكيدات رئيس المشروع على عدم انتهاء الأشغال نهاية السنة الحالية، تصريحات العديد من المختصين في هذا المجال الذين كشفوا استحالة إتمام المشروع قبل 2021 بسبب العراقيل الكثيرة التي واجهته منذ إعلان عن تجسيده على ارض الواقع سنة 2009، أهمها المشاكل المالية والعقارات الفلاحية المجاورة له والتي لم تتنازل عنها المصالح المعينة لحد الساعة من أجل إتمام انجاز مختلف المرافق الحيوية المرافقة للملعب كالحظائر والمراكز التجارية.