اكد اعلاميون صحراويون أن النظام المغربي فشل "فشلا ذريعا" في مخططاته "الاستفزازية التخريبية", بعد تجنيد أذنابه بفرنسا لاستهداف المسيرة الدولية المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الصحراويين في السجون المغربية, مؤكدين تصميمهم على مواصلة النضال من أجل فضح ممارسات المخزن القمعية الممنهجة في الصحراء الغربية المحتلة, رغم الترهيب والتضليل. وفي تصريح أدلى به ل/واج, قال الصحفي الصحراوي ليمام محمد باه, الذي تعرض للاعتداء -ضمن الفريق الاعلامي المرافق ل"مسيرة الحرية"- : "لقد تعرضنا للهجوم والتشهير والاستفزاز من قبل بلطجية الاحتلال, مستخدمين العنف الجسدي واللفظي بعبارات نابية وعنصرية", مشيرا إلى أن هؤلاء "وظفتهم قنصليات مغربية بفرنسا وقامت بتحريضهم على القيام بمسيرة معادية نظمت على بعد حوالي 800 متر من مسيرتنا". وأوضح محمد باه أن "الخطة الاستفزازية الدنيئة التي سطرها النظام المخزني من خلال اعتداء هذه الشرذمة من أذنابه علينا, كانت تستهدف جرنا في فخ المواجهات, وبالتالي الدفع بالسلطات الفرنسية لمنع الفعالية السلمية, لكننا استدركنا الامر وأفشلنا خططه الدنيئة, و أكملت المسيرة مسارها". وشدد على أنه "على الرغم من التشهير والمضايقات وكل ما تعرضنا له منذ انطلاق المسيرة في 30 مارس الماضي بالتراب الفرنسي, الا أننا مصممون على مواصلة النضال عبر هذه المسيرة من أجل نقل الحقيقة للرأي العام الفرنسي والعالمي, مع ابراز البعد السلمي ومشروعية المطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية من جهة, ومن جهة اخرى فضح انتهاكات الاحتلال المغربي في الجزء المحتل من الصحراء الغربية", مسجلا "الالتفاف الكبير" حول هذا الحدث من مختلف شرائح المجتمع الفرنسي. بدوره, قال الصحفي ابراهيم سيدها لعجييل في شهادته حول الظروف التي جرى فيها الهجوم على المسيرة بمدينة "بيزييه" الفرنسية: "بينما كنا نتظاهر فوجئنا بمحاصرتنا من قبل نحو 20 شخصا من أصول مغربية مستعملين العنف اللفظي, بما في ذلك التهديدات بالقتل", مضيفا أن المعتدين "كانوا قد جاؤوا من مظاهرة معادية مرخصة من قبل السلطات الفرنسية". وأشار سيدها لعجييل الى أن الشرطة الفرنسية لم تتدخل خلال هذا الحادث, "لكننا عرفنا كيف نواجه استفزازات بلطجية المخزن, حفاظا على استمرارية المسيرة و أهدافها المسطرة وللتأكيد على عزمنا مواصلة النضال على درب الحرية والاستقلال, خدمة لقضيتنا العادلة". من جهتها, شجبت الناشطة الفرنسية كلود مونجان -التي تقود "مسيرة الحرية" نحو سجن القنيطرة المغربي أين يقبع زوجها النعمة اسفاري- ممارسات المغرب "التخريبية" للمسيرة. واستطردت مونجان بالقول بنبرة غاضبة : "تحت تأثير قنصليات مغربية (...) أقدم أشخاص من الجالية المغربية بفرنسا على الهجوم علينا و اهانتنا بمدينة بييزيه باستعمال العنف الجسدي وعبارات الشتم والقذف والتشهير, وهذا رغم توفير السلطات الامنية الحماية لنا في مختلف محطات المسيرة". وأوضحت الناشطة الفرنسية أن "الصحراويين الذين غادروا الصحراء الغربية المحتلة بسبب تعرضهم للانتهاكات الجسيمة التي يمارسها الاحتلال المغربي في حقهم, لمندهشون للغاية من أن الفرنسيين من أصل مغربي يتمتعون بالإفلات من العقاب في فرنسا". وكشفت في هذا الصدد أن الجمعية الفرنسية "أصدقاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" عبرت في رسالة وجهتها الى السلطات الفرنسية عن صدمتها لمثل هذه الممارسات التي يمعن فيها المغرب للتضييق على الصحراويين في فرنسا, مستنكرة الافلات من العقاب الذي يتمتع به الفرنسيون المغاربة المقيمون على التراب الفرنسي.