عاد هاجس تلوث مياه الوديان ليلقي بظلاله على حماة الطبيعة والمهتمين بالشأن البيئي والحيواني بولاية جيجل وذلك بعد الكشف عن نفوق عشرات الأسماك بواد بوقرعة بولاية جيجل وهو الواد الذي يشق عدة مناطق بالجهة الجنوبية من الولاية سيما تلك التابعة لبلدية الطاهير. وأعلن خلال ال 48 ساعة الماضية عن العثور عن المزيد من الحيتان الميتة على مستوى ضفاف واد بوقرعة الشهير بولاية جيجل بعدما تم اكتشاف عدد من الأسماك النافقة بضفاف ذات الواد خلال الأيام الماضية وسط تضارب في المعلومات بخصوص نوعية هذه الأسماك وأسباب نفوقها وإن كانت أغلب المصادر أكدت بأن الأسماك الميتة التي عثر عليها إلى حدود يوم الثلاثاء تنتمي لفصيلة « الشبوط» وهو النوع الذي يتكاثر ويعيش بعدد من وديان ولاية جيجل أو بالأحرى في المياه غير المالحة بحسب ما أكده لنا بعض المختصين في المجال. وأطلقت الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي والحيواني على مستوى ولاية جيجل صفارة الإنذار بعد الكشف عن حادثة النفوق هذه حيث شرعت هذه الأخيرة في تحركاتها من أجل تحديد أسباب نفوق هذه الأسماك وسط حديث عن إمكانية أن تكون مياه واد بوقرعة الذي تحول إلى مفرغة حقيقة لمختلف المواد السامة والخطيرة قد تعرضت للتلوث من جراء رمي مختلف المواد الملوثة بهذا الأخير ما قد يزيد من خطورة الوضع بحسب المتابعين لهذا الملف خصوصا وأن مياه هذا الواد تسخر لعدة أغراض ومنها ري الأراضي المتواجدة على ضفاف الواد مما يزيد من خطورة هذه المياه على الصحة العامة خصوصا وأن عشرات المربين بالجهة يعتمدون على مياه هذا الواد في «تشريب» مواشيهم في ظل جفاف معظم الينابيع ومصادر المياه الأخرى بفعل موجة الحر الشديدة التي ضربت الولاية خلال الصيف المنقضي. هذا وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن نفوق أسماك وأحياء بحرية أخرى بوديان جيجل وحتى شواطئها حيث سبق وأن سجلت عدة حالات نفوق بوديان الولاية الأخرى على غرار الواد الكبير وواد جن جن ووديان أخرى معروفة بإقليم الولاية. كما سبق وأن تم اكتشاف مئات الأسماء النافقة ببعض شواطئ الولاية لتبين التحقيقات علاقة هذه الحوادث بتلوث هذه الفضاءات المائية التي تصب بها آلاف اللترات من المياه القذرة القادمة من الأحياء السكنية والمجمعات الصناعية بشكل يومي.