سجلت ولاية باتنة، خلال الايام الاخيرة ارتفاعا ملحوظا في عدد وفيات كوفيد 19، وذلك تزامنا والانتشار الفضيع للوباء، اذ عرفت عديد مناطق الولاية اصابة عدد كبير من المواطنين، جعلت من ولاية باتنة تحتل الريادة وطنيا من حيث عدد الاصابات، ليومين متتاليين، سجلت بهم ولاية باتنة 89 حالة مؤكدة مشخصة عن طريق السكانير، ليتراجع بعدها الرقم وتجسل 07 اصابات تم الافصاح عنها امس الاول من طرف لجنة متابعة ورصد تفشي فيروس كورونا، تضاف الى عشرات الحالات المشخصة بالسكانير والاشعة، في وقت تجاوز فيه عدد وفيات الوباء 50 حالة، منها 05 حالات سجلت في غضون ال 24 ساعة الاخيرة بمدينة بريكة، لضحايا من مختلف الاعمار، من بينهم مسنين، كهول وحتى شباب، على غرار المراة الحامل التي توفيت قبل يومين، وهو الوضع المقلق بالولاية، خصوصا بعد امتلاء اسرة المستشفيات عن اخرها، الامر الذي خلق نوعا من الاستسلام لدى الاطقم الطبية وكذا عدد من المواطنين، وبات الفيروس ينتشر لدى المصابين خارج اسوار المستشفيات اكثر منه داخلها، جراء العجز المسجل في استيعاب جل المرضى وكذا المشكوك في اصابتهم، الامر الذي حتم على المصالح الصحية الابقاء على الحالات المستعصية واخلاء سبيل المستقرة حالتهم والتي لا تدعو للقلق من المصابين الذين استجابوا للعلاج ولا يعانون من امراض مزمنة، حيث يقترب عدد المصابين منذ تسجيل اول حالة بباتنة مارس الماضي الى 900 حالة في ظل انعدام الوعي الذي ساهم بشكل كبير في توسيع دائرة انتشار الفيروس العالمي المستجد. هذا ويتوقع خلال الايام القادمة ان يعرف انتشار الوباء تراجعا اذا ما تم تطبيق الاجراءات الوقائية باكثر صرامة، سيما وان القرارات الاخيرة قد منعت التجمعات، والتي ستقلص من نسبة اقامة الافراح والولائم بالولاية، هذا الى جانب غلق الاسواق الاسبوعية واسواق الماشية، التي عرفت اكتضاضا رهيبا بعد تخفيف الحجر الصحي والسماح بعودة بعض النشاطات التي يحمل فيها المواطن كل المسؤولية في انتشار بؤر الوباء وبلوغه اوجّه بولاية باتنة، غير ان الارتفاع المفاجئ للوباء الى 30 ثم 69 حالة سجلت في يومين متلاحقين تلاه تسجيل تراجع الاصابات المخبرية الى 07 حالات فقط طرح عديد التساؤلات لدى الساكنة، مطالبين الجهات المعنية وعلى راسها مديرية الصحة توضيحات حول خارطة انتشار الوباء وسيرورة زحفه، خصوصا والتناقض الكبير بين الارقام المعلن عنها من طرف الوزارة الوصية الموكل اليها نشر اصابات كوفيد يوميا عبر التراب الوطني، وبين الارقام الحقيقية والواقع الذي تشهده باتنة خلال الاسابيع الاخيرة خصوصا منذ عيد الفطر، هذا الى جانب عدد الوفيات الذي لم يتم التصريح عنه الى غاية اللحظة، واستقر رغم انه زاد بشكل رهيب، في انتظار الكشف عن حالات وفيات لم توارى الثرى بعد الى حين اخضاع عينات منها للكشف عن الفيروس لاتخاذ اجراءات الدفن الملائمة للحالات المصابة من عدمها. من جهة اخرى يعلق مواطنو الولاية سيما منهم الواعين بحجم خطورة الوباء امالا كبيرة في السلطات المحلية وعلى راسها والي الولاية اتخاذ قرارات اكثر صرامة خصوصا وان الجهت العليا للبلاد قد رمت الكرة في مرماهم للتصرف وفق ما تقتضيه الظروف الخاصة بالوباء عبر كل منطقة، فهل سيتحرك مزهود لاجل تجنيب باتنة كارثة حقيقية تلوح في الافق في ظل الانتشار المفزع والمخيف للوباء.