يعرف تفشي فيروس كورونا بولاية باتنة وضعا مقلقا وارتفاعا رهيبا، فاق ال 630 حالة بين المشخصة بالسكانير والتي تم الكشف عنها بالتحاليل المخبرية، وباتت اغلب مستشفيات الولاية ممتلئة عن اخرها، والبعض منها يوشك على الامتلاء، امام التقارير المخيفة بخصوص الارتفاع الرهيب للفيروس خلال الاسابيع الاخيرة التي بلغ فيها انتشار الوباء حد الذروة، وباتت تسجل بين 15 الى 20 حالى مؤكدة يوميا تاتي نتائجها ايجابية، وقد تكون اكثر من ذلك احيانا، وفي مقابل ذلك، فقد عرف عدد حالات الوفاة تأثرا بالوباء ارتفاعا مقلقا هي الاخرى، حيث بلغ الى غاية صبيحة امس 30 حالة وفاة، كان اخرها حالة بمدينة بريكة، التي اصبحت بؤرة وباء بعد امتلاء مستشفى سليمان عميرات عن اخره وبنسبة بلغت 100 بالمائة، اذ تشهد جل الاسرة التي يتوفر عليها اكتضاضا بالمصابين بالفيروس، الذين يتلقون العلاج لمختلف الفئات العمرية، من بينهم 08 أفراد من عائلة واحدة قدموا منذ ايام من العاصمة لحضور جنازة احد الاقارب، ما ادى الى اصابتهم بالجنازة، هذا بالاضافة الى حالة وفاة كانت قد سجلت الاحد الماضي من نفس العائلة تاثرا بالوباء. ففي الوقت الذي انتشر فيه الوباء بشكل فضيع وسط جهل مصدر انتقال العدوى بين الافراد، الذين زاد نقص الوعي لديهم من ارتفاع مخيف لعدد الاصابات بالولاية، خصوصا منذ عيد الفطر الفائت الذي عرف زيارات عائلية وتنقلات للاشخاص، ساهم الى جانبها الرفع الجزئي للحجر واعادة فتح المحلات الجارية وبعض النشاطات التي لم يلتزم فيها المواطنون بتدابير الوقاية من تباعد جسدي وكذا ارتداء الكمامات، خصوصا بعاصمة الولاية التي امتلأت بها المؤسسة العمومية الاستشفائية للامراض الصدرية والمعدية بنسبة فاقت 100 بالمائة، من بين المصابين اطباء وشبه طبيين اصيبوا بالوباء اثناء ممارستهم لعملهم.من جهة اخرى فقد تعالت اصوات عديدة من ولاية باتنة تنادي بالنظر في قضية الاعداد المعلن عنها من طرف الوزارة ممثلة في لجنة متابعة وترصد تفسي فيروس كوفيد 19، والتي تتناقض مع الموجودة فعلا بولاية باتنة، حيث تسبب الخلل الواقع في الارقام المعلن عنها مقارنة بالحقيقية منها نوعا من الطمأنينة لدى الافراد، الذين اعتبروا ان الارقام الصادرة من جهات اخرى مجرد اعداد مضخمة، غير ان استغاثة الاطباء وتسجيل الارقام المخيفة وجب النظر في الامر محمل الجد لعدم الانصياع وراء الاستهتار الذي يعد السبب الرئيس في الوضع الراهن للوباء بولاية باتنة، على غرار عديد ولايات الوطن التي عرفت تنامي مخيف للفيروس بها.