خلفت الحرائق الأخيرة التي ضربت مختلف مناطق القطر الوطني أكثر من 600 هكتار من الغطاء الغابي في عدد من ولايات الوطن خلال ال 24 ساعة الأخيرة وفق ما أعلنته هذا مصالح الحماية المدنية.ففي ولاية بجاية تم إتلاف أزيد من 300 هكتار من جراء الحرائق التي شبت في نقاط متعددة من إقليم الولاية.واندلع حريقان، الأول بمنطقة بوحاتم التي تقع 35 كم غرب ولاية بجاية والاخر بمنطقة "اكفادو" التي تقع 65 كلم شمال غرب الولاية، حيث تسببا في إتلاف مساحات كبيرة كما تم تسخير وسائل كبيرة لإخمادهما.ولهذا الغرض، تم تجنيد كل الوسائل المادية و البشرية الموجودة بالمنطقتين من اعوان حماية الغابات و الحماية المدنية و البلدية و كذا سكان المنطقة و كذا تدخل ثلاث رتل متنقلة اثنان من بجاية و واحدة من برج بوعريرج.و كذا مروحيتين من اجل اخماد السنة النار قبل ان تصل الى منازل السكان.وبمنطقة تبيان و تاوريرت و تيفرة، استطاعت النيران ان تصل إلى منازل السكان ,حيث لم يتم تسجيل أي ضرر أو ضحية.كما تم تسجيل بعض الحرائق بمناطق اخرى على غرار منطقة افري اوزلاقن مما زاد من صعوبة مأمورية أعوان الحماية بسبب اندلاعها في نفس الوقت.وفي ولاية البويرة تعرض ما لا يقل عن 200 هكتار من الغطاء النباتي وحوالي خمسة هكتارات أخرى من الأشجار المثمرة للإتلاف بسبب حريق خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة.هذا واكد المكلف بالاتصال بالحماية المدنية الملازم يوسف عبدات ، ان حريقا هائلا قد اندلع منذ مساء الجمعة على مستوى مرتفعات تيكجدة ,مشيرا إن ألسنة النيران قد أتت على مساحة 185 هكتار من الأحراش و 15 هكتارا من الادغال بالإضافة إلى 5 هكتارات من الأشجار المثمرة.وحسب المسؤول ذاته، فقد تم إرسال فرقة متنقلة للحماية المدنية منذ مساء الجمعة إلى موقع الحريق، وقد تمت السيطرة على الحريق أخيرا واخماده يوم السبت على الساعة ال9 صباحا"، كما سجلت حرائق أخرى السبت في بعض المناطق، ويتعلق الأمر على الخصوص بحريق غابات اندلع في بلدة قرومة الجبلية غرب ولاية البويرة.وأضاف الملازم عبدات انه تم نشر العديد من وحدات الحماية المدنية، سيما الخاصة ببودربالة والاخضرية وكذلك الرتل المتنقل.اما ببلدية عمر، فقد نجا سكان قرية بني خلفون من حريق هائل كاد ان يصل إلى منازلهم تقريبا لولا تدخل رجال الإطفاء ومساعدة السكان.وفي بلدة حيزر، على بعد حوالي عشرة كيلومترات شرق البويرة، دمرت الحرائق الكثير من الغطاء النباتي في كل من إيغيل اغفران، التي تعد منطقة يصعب الوصول إليها و التي تطل على المدينة.وأضاف المكلف بالاتصال بالحماية المدنية ان العديد من الوحدات تعمل على عدة جبهات و قد تضاعفت الحرائق بطريقة مثيرة للقلق هذه السنة.وأصبح تزايد حرائق الغابات يثير قلق سكان القرى الغابية خاصة خلال موجة الحر التي تشهدها المنطقة منذ عدة أسابيع.وفي هذا الصدد تم إنشاء جهاز هام للوقاية من هذه الظاهرة ومكافحتها من خلال تخصيص رتلين متنقلين.وأوضح عبدت أن هذا الجهاز مزود بكل الموارد البشرية والمادية اللازمة ليتمكن من التدخل في مثل هذه الاوضاع الصعبة".وفي سياق ذي صلة، اكدت الحماية المدنية ان ما لا يقل عن 110 هكتارات من الغطاء النباتي من بينها حوالي 50 هكتارا من الصنوبر الحلبي قد تحولت إلى رماد على إثر حريق عنيف اندلع يوم السبت في العيساوية، الواقعة على بعد 121 كم شمال شرق ولاية المدية.وأوضح المصدر ذاته أنه تم تجنيد امكانيات بشرية ومادية كبيرة تابعة للرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات مدعوم بفرق محافظة الغابات لدائرة تابلاط، من أجل إخماد الحريق الواقع داخل غابة بوحمامة في بلدية العيسوية.كما أضافت الحماية المدنية ان هذا الجهاز قد مكن من احتواء الحريق بعد جهود مكثفة ومنع انتشاره إلى بقية المساحات الغابية وبالتالي تعقيد مهمة فرق التدخل بالنظر إلى التضاريس الوعرة للغاية في منطقة الحريق.كما أفاد المصدر ذاته ان الحماية المدنية قد قامت بتأمين العديد من المنازل الواقعة بالقرب من مصدر الحريق وكذلك العديد من الأراضي الفلاحية.