شهدت الساحة الأدبية الجزائرية مؤخرا ميلاد إنتاج ثقافي جديد جاءت به قريحة الكاتب زواوي قرفي الذي أبى إلا أن يقدم للقارئ الجزائري رواية جديدة اختار لها عنوان "سفريات السرطان". "LE TRAVELLING DU CRABE" وروايته مستوحاة من الحياة اليومية للمجتمع الجزائري كونها تعالج العديد من القضايا التي تطبعه لعل أبرزها تتمثل في شخصية "سعيد" الذي يحل ببلده الأصلي الجزائر باحثا عن ذاته وعن هويته التي بات لا يعرفها كونه ولد بفرنسا محروما من أبيه الجزائري الذي فارق الحياة بعد ميلاد ابنه بفترة قصيرة ليكبر "سعيد" وحيدا وسط مجتمع غريب عنه بقيمه وعاداته وتقاليده الأمر الذي كون عنده قناعة راسخة أنه لا ينتمي هنا وبأن مكانه الأصلي هو بلده وبلد أبيه الذي لم يره قط وفي تطور شق للأحداث يحصل سعيد على عقد عمل ضمن طاقم فني يستعد للسفر نحو الجزائر لتصوير فيلم وثائقي حول مدينة غرداية ليحصل بذلك على فرصة العمر لتحقيق حلم ظل يراوده سنين طوال حول زيارة بلده وبلد أبيه ولم كانت دهشته كبيرة وهو يشاهد جمال واحدة من أبهى مدن الجزائر التي سحرته وكل الفرنسيين المرافقين له خاصة "LUCIE" التي بهرها جمال سوق "بني يزقن" الشعبي الذي شبهته بمتحف في الهواء الطلق وفي يوم من الأيام وبينما كان "سعيد" يتجول في أزقة المدينة وقعت عيناه على "جميلة" الفتاة الجزائرية البسيطة التي ملكت فؤاده من أول نظرة والتي صار متيما بحبها لتتطور الأحداث الدرامية بذلك في قالب من الرومانسية والتراجيديا والتشويق ضمن حبكة روائية نجح زواوي قرفي في نسجها بإحكام حول شخصيات أبطاله إذ أنه وبالرغم من أن لكل منهم ثقافة وإيديولوجيا تختلف عن الآخر إلا أن الكاتب جعل من ذلك نقطة ارتكاز وبناء درامي مبرزا أن العواطف والأحاسيس تطغيان على العوامل البيئية والثقافية المكتسبة وبيدو "زواوي قرفي" من خلال روايته الأخيرة كاتبا جدا متأثرا بالمدرسة الأدبية التكعيبية إذن سفريات السرطان" إذا عمل إبداعي يأخذ القراء إلى جو من الرومانسية الواقعية من خلال المزج بين ثقافتين مختلفتين تعايشنا مدن طويلة طبع تفاعلهما معا جيلا كاملا من الكتاب والأدباء والفنانين من أمثال زواوي قرفي وغيره من الذين نهلوا من كلتا ضفتي الأبيض المتوسط. بوساحة محمد