أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أمس، أحكاما تصل إلى 20 سنة سجنا نافذا ضد ثلاث متهمين متابعين بالانتماء لجماعة إرهابية تنشط بالخارج و التزوير و استعمال المزور في وثائق إدارية (جواز سفر). و قد تم النطق بحكم غيابي ب 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم جديد عمر و تم الحكم حضوريا على المتهم بن يوسف عبد الناصر ب 4 سنوات حبسا نافذا بتهمتي الانتماء لجماعة إرهابية و المشاركة في التزوير و استعمال المزور في وثائق إدارية فيما تم النطق ب 4 أشهر حبسا ضد المتهم الثالث رابية أعمر بتهمة المشاركة في التزوير. و تعود وقائع القضية حسب قرار الإحالة إلى أوت 2008 حينما تمكن الإرهابي الفار جديد عمر المكنى إلياس السفر إلى تركيا و العبور من خلالها إلى أفغانستان بجواز سفر مزور يحمل هوية المتهم رابية أعمر و صورة جديد عمر. و قد تمكنت مصالح الأمن من إيقاف المتهم رابية أعمر الذي بعد سماعه اعترف أمامهم انه باع جواز سفره للمتهم بن يوسف عبد الناصر لقاء مبلغ مالي معتبر بغرض تزويره لصالح الإرهابي جديد عمر كي يسافر إلى أفغانستان. و بعد إيقاف المتهم بن يوسف عبد الناصر اعترف هو الآخر أمام مصالح الأمن انه يعرف فعلا المتهم إلياس الذي كان قد سافر من قبل إلى تركيا أين تعرف على المسمى أبو عبيدة التركي الذي رتب له السفر إلى أفغانستان أين مكث قرابة سنة ثم عاد إلى الجزائر. كما اعترف بن يوسف عبد الناصر انه بعد عودة جديد عمر المكنى إلياس إلى الجزائر مكث هذا الأخير بمنزله الكائن بتيزي وزو قرابة ثلاثة أشهر ثم طلب منه إلياس ان يوفر له جواز سفر مزور لكي يتمكن من السفر إلى تركيا و منها إلى أفغانستان. و قد بينت التحقيقات ان بن يوسف عبد الناصر طلب من المتهم رابية أعمر أن يعطيه جواز سفره مقابل مبلغ مالي شريطة ان لا يبلغ عن ضياعه إلا بعد التأكد من خروج جديد عمر من التراب الوطني. و فعلا سافر جديد عمر إلى تركيا في أوت 2008 و لم يبلغ رابية عمر عن ضياع جواز سفره إلا في أكتوبر 2008. و أثناء جلسة المحاكمة تراجع المتهمان بن يوسف عبد الناصر و رابية أعمر عن تصريحاتهم التي أدلوا بها أمام مصالح الأمن مدعين عدم معرفتهم للارهابي جديد عمر و أن لا علاقة لهما بهذه القضية. و قد كانت النيابة العامة قد التمست تسليط عقوبة تتراوح بين 20 سنة سجنا نافذا و 18 شهرا حبسا ضد المتهمين الثلاث.