انهار نهار اليوم جزء من بناية كانت تسمى سابقا فندق فرنسا تقع وسط مدينة سكيكدة مقابل ساحة لابلاص، البناية شاغرة و قديمة موروثة عن العهد الاستعماري، تم ترحيل سكانها منذ سنوات خوفا عليهم بعد تصدع جدرانها. و بسبب برودة الجو و غزارة الأمطار قلت الحركة بالمكان ما كان سببا في انقاد عشرات الأرواح خاصة أن تلك المنطقة تعرف حركية كبيرة. و لا يزال مسلسل انهيار البنايات القديمة بالمدينة العتيقة لمدينة سكيكدة مستمرا ، فبعد تهدّم أجزاء من شرفات وجدران بنايات قديمة مهدّدة بالانهيار توجد بشارعي الطاهر جواد وعبد الله بن غرس الله، إضافة إلى بنايات قديمة بسطورة، جاء الدّور، على بناية تقع على الشارع الرئيسي. ويتساءل المواطنون كيف تبقى المدينة العتيقة الواقعة بأغنى بلدية على المستوى الوطني تعاني من هشاشة بناياتها، التي لا تزال عديد العائلات السكيكدية تقطن بداخلها لم تعد آمنة على الإطلاق، بعد أن صنفتها الهيئة التقنية لمراقبة البناء للشرق في الخانة الحمراء، كما هو الحال في أحياء قدور بليزيدية، بوجمعة لباردي، حي نابوليتان، سكنات شارع الأقواس وغيرها من أحياء وأزقة المدينة القديمة. والسؤال الذي أضحى يطرح بحدّة بسكيكدة في ظل الوضع الكارثي، الذي أصبحت عليه المدينة القديمة، حيث اختفى الغلاف المالي الضخم الذي خصص لترميم بنايات سكيكدة العتيقة، والمقدر ب 1.5 مليار د.ج، علما أن المرحلة الأولى انطلقت في سبتمبر 2016 وشملت دراسة 127 بناية تتربع على مساحة 80 ألف متر مربع من النسيج العمراني القديم الموجود بشارع الأقواس تقطنها 604 عائلات. ومعلوم أن الدراسات أسندت لمكتب جزائري- إسباني (أكويدوس) من أجل وضع تصوّر لترميم البنايات القديمة على نسق مدينة برشلونة، وبعد 15 شهرا أسفرت الدراسة عن ضرورة القيام بعمليتين، الأولى استعجالية الهدف منها القضاء على النقاط الحمراء لحماية البنايات من الانهيار الكلي وتأمين وحماية المواطنين الذين يستغلون حي الأقواس، سواء العائلات أو التجار، أما الثانية، فتتعلق بترميم المباني المذكورة، حيث أسندت العملية لمقاولة مختصة حسب دفتر شروط يأخذ بعين الاعتبار نوعية وحجم المباني، مع العمل من أجل المحافظة على النسق الهندسي المعماري القديم لهذه البنايات. لكن الغريب في الأمر أن عملية الترميم التي شملت البنايات المعنية لم تكن في المستوى المطلوب، حسبما جاء في دفتر الشروط، ومسّت فقط الواجهة والدليل الوضع الذي أصبحت عليه الأجزاء التي خضعت لعملية الترميم، أمام غياب شبه كلي لمصالح الرقابة من أجل حماية المال العام من العبث. للتذكير، فقد خضعت أزيد من 60 بناية من أصل 300 بناية قديمة هشة مهّدة بالانهيار مبرمجة لخبرة ثانية، وهي البنايات تقريبا التي شملتها عملية الإحصاء والخبرة الأولى، التي أنجزت في سنة 2012 من قبل مكتب الدراسات الاسباني "أكويدوس".