لكم أن تتصوروا درجة الإحباط التي كان عليها حليش، بوڤرة، بلحاج والآخرون بعد نهاية اللقاء، إحباط يعكس بحق الرغبة الشديدة التي كانت تسود الجزائر لقهر الأمريكان وإهداء التأهل إلى كل جزائري وكل مسلم، فبعد أن ضيع صايفي فرصة قتل اللقاء بعد توزيعة يبدة الدقيقة، تحولت الكرة إلى هجمة معاكسة أنهاها الخطير دونوفان في الشباك، محطما بذلك آمال كل الجزائريين. ما جعل لاعبي «الخضر» ومعهم سعدان منهارين نفسيا ولم يقووا حتى على الخروج من الملعب. اللاعبون توجهوا إلى الأنصار بعد اللقاء مباشرة بعد نهاية اللقاء، توجه اللاعبون إلى المدرجات التي كان يوجد فيها أنصار «الخضر» ليحيوهم على مساندتهم الكبيرة لهم أينما حلّوا وارتحلوا منذ بداية مغامرة المونديال. وكان اللاعبون يودون لو حيوا الأنصار على التأهل إلى الدور الثاني، خاصة أنهم عادوا بقوة وأدّوا مبارتين في القمة أمام كل من إنجلترا وأمس أمام الأمريكان، رغم الهزيمة التي لن تؤثر في لاعبينا رغم قساوتها لأنهم أصبحوا يدركون أن الجزائر تملك منتخبا قادرا على مجابهة أي منتخب في العالم في المواعيد القادمة. الحكم البلجيكي ظلم عنتر يحيى طرد قاسٍ ذاك الذي كان عنتر يحيى عرضة له من طرف الحكم البلجيكي الذي لم يفهم أي أحد سر البطاقة الصفراء الثانية التي منحها لقائد «الخضر» رغم أنه لعب دوره على أكمل وجه لما أبعد زملاءه عن الحكم في اللحظات الأخيرة بعد أحد قراراته الذي كان لصالح المنتخب الأمريكي. وبقي عنتر يحيى يردد وهو يغادر أرضية الميدان: «لم أفعل شيئا»، ما يعني أن الحكم البلجيكي ورغم إدارته الجيدة للقاء، إلا أن ظلمه لعنتر يحيى وإخراجه له بالبطاقة الحمراء يبقى النقطة السلبية التي تُحسب عليه في المباراة. وقاهر الفراعنة خرج تحت التصفيقات ولم يمر طرد عنتر يحيى مرور الكرام على أنصار «الخضر» الذين حضروا مواجهة أمس، والذين وقفوا جميعهم كرجل واحد ليعبروا لابن سدراتة عن تضامنهم الشديد معه. وخرج قاهر الفراعنة كالبطل من الملعب رغم حالة الإحباط الشديدة التي كانت عليها الجماهير الجزائرية. وهو تصرف يدل على أن قائد «الخضر» يبقى على «العين والراس» أينما توجه، ولا أحد بإمكانه أن يشكك ولو مثقال ذرة في وطنيته على غرار العديد من زملائه. زياني وجبور محل سخط الأنصار لم يهضم أنصار «الخضر» اللقطتين اللتين ضيعهما كل من جبور في الشوط الأول وزياني في المرحلة الثانية، حيث كان البعض منهم-الأنصار- يرى أنه لو تم تحويل واحدة منهما إلى المرمى كانت العديد من الأمور ستتغير والجزائر كانت ستمر إلى الدور الثاني لا محالة. وهي الانتقادات التي تبقى في ظاهرها مشروعة لأن الفرص التي ضيعها الثنائي كانت خطيرة جدا، لكن في باطنها تبقى غير موضوعية، لأن اللاعب الذي يعايش اللقطة ليس كالذي يشاهدها من على المدرجات أو من وراء التلفزيون، بما أن اللاعب وحده من يعرف السبب الذي جعله يضيع الأهداف. أمريكا كانت مقصاة إلى غاية (د90+1) غريب فعلا أمر عالم كرة القدم، فالولايات المتحدة كانت مقصاة رفقة الجزائر إلى غاية الدقيقة (90+1) والمتأهل إلى حد تلك اللحظة هما الإنجليز و»السلوفان»، لكن لقطة واحدة فقط رجّحت كفّة المنتخب الأمريكي إثر الهدف الذي سجله دونوفان، ما سمح لأبناء «العم سام» من المرور إلى الدور الثاني. وليت الأمور توقفت عند هذا الحد، بل تأهل أشبال برادلي إلى الدور الثاني في سيناريو جد سارّ للأمريكان، بما أنهم سيواجهون المتأهل الثاني من المجموعة التي توجد فيها ألمانيا، صربيا، غانا وأستراليا