أبواب مانشستر تفتح على مصراعيها أمامه

مبولحي يكسب قلوب الجزائريين.. ومستقبل واعد في انتظاره

لن يختلف أحد على أن الحارس الجزائري الرائع وهاب
رايس مبولحي، كان رجل اللقاء الذي جمع المنتخب الوطني الجزائري لمنتخب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وقف في وجه رفقاء برادلي، وأثبت بأنه يملك قدرات هائلة، فعلى الرغم من الخسارة التي كانت جد قاسية، إلا أنه لابد من التنويه إلى الدور الكبير الذي قام به مبولحي، والجميع شاهد المستوى الرائع الذي ظهر به وهو الذي لا يتحمل تماما الهدف الذي سجل عليه في الدقائق الأخيرة، والدفاع بالدرجة الأولى هو المسؤول عن هذا الهدف، إلى جانب رفيق صايفي الذي ضيّع فرصة كبيرة لتأتي هجمة معاكسة من الأمريكان الذين عرفوا كيف يستغلون الفرصة جيدا ويسجلوا الهدف الوحيد في هذا اللقاء.
دخل اللقاء جيدا وتمكن من كسب الثقة مبكرا
وكان مبولحي، قد تغلب على العقدة التي لازمته خلال ربع ساعة الأول في لقاء إنجلترا، حيث كانت بدايته محتشمة من خلال تضييعه لكرة سهلة كادت أن تكلفه هدفا في أولى دقائق اللقاء، وهو أمر اعتبره الكثير من الخبراء والفنيين أمرا عاديا، نظرا لأنه أول لقاء رسمي له مع الجزائر وفي منافسة كبيرة بحجم كأس العالم، حيث كان دخوله في لقاء الولايات المتحدة الأمريكية جيدا من خلال الرزانة الكبيرة التي أظهرها وتدخلاته من خلال التصدي لبعض التسديدات والتقاطه لكرات كثيرة جاءت إما من تمريرات طويلة أو فتحات على الجهتين اليمنى واليسرى، أين ساعدته تلك الكرات على كسب الثقة مبكرا، وهو ما ساعده على التألق فيما بقي من دقائق المباراة.
تدخلات موفقة وإيقاف خُرافي للكرة
كانت التدخلات التي قام بها الحارس مبولحي، في لقاء الولايات المتحدة الأمريكية، أشبه بالخرافية، خاصة تلك الكرات والتسديدات التي صدها في الوقت الذي كان فيه مترا واحد يفصل ديمبسي ودونوفان عنه أثناء تسديدهم الكرة، إلا انه تمكن من إيقافها جميعا بداية من الدقيقة 20، أين قام بإخراج الكرة وبروعة كبيرة بعد أن كانت متجهة نحو الشباك، ثم قام بنفس الشيء في الدقيقة 34، أين أخرج كرة المهاجم دونوفان إلى الركنية، وهي الكرة التي كادت تخادعه، ثم تصدى لكرة أخرى من قِبل نفس اللاعب الذي كان وجها لوجه قبل أن يضيع المهاجم الأمريكي ڤوميز هدفا محققا أمام شباك شاغرة، ثم تصدى في الدقيقة 42 لتسديدة ديمبسي، التي كانت من على بعد 25 مترا بصعوبة، لأنها ارتطمت بالأرض قبل أن تستقر بين أحضانه، ولم يكتف بذلك بل واصل على نفس المنوال في الشوط الثاني، حين أخرج كرة المهاجم الأمريكي إلى الركنية في الدقيقتين 64 و67 أين صد رأسية المهاجم الأمريكي ألتيدور والتي كانت يفصلها مترا واحدا عن الحارس الذي أوقفها على مرتين قبل أن يصل الأمريكي دونوفان إلى شباك مبولحي في الدقيقة 91، لتنتهي مغامرة "محاربي الصحراء" في كأس العالم.
أنت رايس يا رايس.. ولا خوف على مرمى الخضر مستقبلا
"أنت رايس يا رايس" عبارة رددها كثيرا معلق "الجزيرة الرياضية" حفيظ دراجي في اللقاء السابق أمام المنتخب الإنجليزي، وكذا في لقاء أمس، وهذا بالنظر إلى الإعجاب الكبير بقدرات هذا الحارس الذي نال رضا أنصار المنتخب الوطني، فقد أبان عن احترافية كبيرة في المباراتين اللتين خاضهما لحد الآن مع المنتخب الوطني، وكان من خلالهما في المستوى المطلوب وعلى جميع الأصعدة، وكل أنصار المنتخب الوطني أصبحوا يُكنون له كامل التقدير وكسب قلوبهم وبسرعة فائقة.
سعدان أصاب وضع فيه الثقة
وبلا شك، فإن الناخب الوطني رابح سعدان، أصاب حين وجه له الدعوة للمشاركة مع المنتخب الوطني في المونديال، بل ووضع فيه الثقة بدءا من المواجهة الثانية مكان الحارس فوزي شاوشي، الذي كلفه تهاونه في لقطة الهدف أمام المنتخب السلوفيني غاليا، حيث أبعد من التشكيلة الأساسية، وهذا ما استغله مبولحي جيدا، ففي أول فرصة أتيحت له أثبت وجوده و"سمّر بلاصتو" كما يقال، وبدون شك فإنه سيبقى الحارس الأول في المنتخب الوطني مهما كان الثمن، بالنظر إلى ما كشف عنه لحد الآن.
منح الأمان لزملائه من خلال تدخلاته
وأعطى الحارس مبولحي، من خلال تدخلاته الأسطورية، أكثر راحة لزملائه، رغم أن هجمات الأمريكيين كانت متتالية، حيث ساعد رفقاءه على اللعب بأكثر راحة خاصة المدافعين بوڤرة، بلحاج، حليش ويحيى، والذين استطاعوا أن يوقفوا بدورهم جميع مهاجمي المنتخب الأمريكي، وكذلك لاعبو الوسط الدفاعي لحسن ويبدة وڤديورة الذين أغلقوا جميع المنافذ، خاصة في الشوط الثاني أين تحملوا عبء اللقاء واستطاعوا المحافظة على عذرية الشباك الجزائرية، رغم أن الفريق لم يستطع التسجيل مبكرا كما كان الجميع يأمل في لقاء صعب جدا أمام فريق أمريكي عرف كيف يتحكم في المباراة خاصة في الشوط الثاني، وهو ما أكده الجميع قبل بداية اللقاء، ورغم الهزيمة إلا أن الجزائريين استطاعوا أن يشرّفوا العرب والمسلمين في أول مونديال تحتضنه الأراضي الإفريقية.
يستحق اللعب في المان يونايتد
هذا الأداء الذي قدمه مبولحي، فإنه ودون أدنى شك لن يمر مرور الكرام، فالعروض لا محالة ستتهاطل على هذا الحارس، الذي أجرى التجارب في النادي الإنجليزي العملاق مانشستر يونايتد، وما قدمه لحد الآن سيكون في صالحه والأبواب مفتوحة له للالتحاق بإحدى النوادي الكبيرة الموسم المقبل.