نظرا للموقع الجغرافي المميز لولاية باتنة التي تعتبر حلقة وصل بين الشمال والجنوب وعاصمة تاريخية لولايات الأوراس حيث تتوسط ولايات الهضاب العليا الشرقية ما أهلها لأن تكون منطقة حراك وتجاذب لتواجد الإنسان بها يوميا من غير الكثافة السكانية بالمنطقة مليون ومائة ألف نسمة، كما تعرف الولاية بتنوع مناخها وتضاريسها الصعبة وتتواجد بها أودية تتوسط ربوع الولاية لونتها في العموم تجاوزت المياه المستعملة وجعلتها مصدرا لانتشار الأمراض من بين تلك الأودية نجد وادي فسديس، وادي الشمرة، وادي طاقة، وادي الأبيض، وادي عبدي، وادي بريكة، وادي بيطام، وادي عزاب، وادي الحي،.. كما تشهد الولاية ظهور أمراض خطيرة وبشكل مخيف كالسلكوز ببلدية تكوت، والليشماينوز ببريكة والتهاب الكبد وأمراض السرطان وغيرها... كل تلك العناصر تدخل ضمن الخريطة الصحية للمنطقة التي تهددها الأوبئة. 579 نقطة لمياه ملوثة والمصالح المعنية تتقاعس عن معالجتها أشار تقرير لمديرية الصحة والذي تم عرضه مؤخرا خلال انعقاد الدورة العادية الثانية للمجلس الشعبي الولائي بباتنة إلى العديد من النقاط البارزة والتي تنذر بتفش سريع لمختلف الأمراض خاصة المعدية منها في حال عدن تدارك الوضع في الوقت المناسب، فقد تم خلال سنة 2009 إحصاء 23 إصابة مؤكدة بحمى التيفوئيد وذلك بسبب اختلاط المياه بسبب قدم شبكتي التطهير ومياه الشرب بحي النصر ببلدية باتنة وقد تم التجديد الكلي للقنوات المعنية في حين نجد أن عدد الإصابات خلال سنة 2008 بلغ 4 حالات فقط، والبؤر الوبائية لهذا المرض قد تنتشر وبسرعة خاصة في فصل الصيف إذا ما توفرت الظروف الملائمة لذلك فمشكل قدم واهتراء شبكات توزيع المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي ببعض الأحياء العتيقة بعاصمة الولاية وبعض المراكز العمرانية الهامة لا يزال قائما بالإضافة إلى مشكل التسربات الكثيرة التي تحدث من حين لآخر وخلال السنة الماضية تم إحصاء 71982 نقطة لمراقبة المياه وأسفرت التحاليل عن وجود 579 حالة لمياه ملوثة والسبب في ذلك يعود إلى عدم انتظام عمليات معالجة المياه وعدم فعالية مواد التطهير في بعض الأحيان وهذا من طرف مصالح البلديات التي لابد عليها التنسيق مع مكاتب حفظ الصحة والجزائرية للمياه لإحصاء نقاط المياه " الآبار، الخزانات، الحنفيات، الصهاريج..."، وكذا المراقبة الكميائية والبكتيريولوجية لها وهذا للتقليل من عدد الإصابات لهذه السنة. 1410 حالات إصابة بداء اللشمانيا و11 حالة وفاة بداء التسمم العقربي لا تزال الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان تشكل هاجسا حقيقيا للمصالح المعنية فمثلا بلغ عدد حالات الإصابة بداء اللشمانيا الجلدية خلال السنة الماضية 1410 حالات بزيادة 22 حالة عن سنة 2008. وتتوزع هذه الإصابات على البلديات الجنوبية للولاية التي تعتبر بوابة للصحراء الجزائرية وذلك كما يلي بريكة (86%) نقاوس وعين التوتة 6% في كل منطقة، وللإشارة فإن عدد الحالات يبدأ عادة في الارتفاع بداية من شهر أكتوبر ليبلغ ذروته في شهري ديسمبر وجانفي من كل سنة، وتفسير ذلك يرجع إلى أن ذروة نشاط الحشرة، الناقلة للمرض تكون خلال فترة الصيف وهي فترة اللسع، لتظهر أعراض المرض بعد أربعة إلى ستة أشهر من اللسع، وهناك العديد من الصعوبات ساهمت في عرقلة محاربة هذا الداء منها : عدم قيام بعض البلديات بعمليات الرش وانتشار المزابل الفوضوية حول التجمعات السكانية وكذا تربية الموشي بالمناطق الحضرية وعدم إجراء عمليات مكافحة الباعوض بواسطة التبخير وعدم مكافحة حيوان الجربوع بهدم الجحور بمحيط المساكن، ولم تتجاوز نسبة النقاط المعالجة في المرحلة الثانية من سنة 2009 44%، وهذا التذبذب راجع إلى عدم تنظيم عمليات الرش بكل من بلديات عزيل عبد القادر، نقاوس بومقر، سفيان، أولاد سي سليمان، عين التوتة، ولتفادي تكرار ذلك تم اقتناء الكميات اللازمة من مبيد الحشرات على عاتق ميزانية الولاية وتوزيعه على 20 بلدة معنية خلال المرحلة الأولى للسنة 2010 بهدف تسجيل انخفاض في الإصابات ابتداء من 2011، أما فيما يخص داء الحمى المالطية فقد سجلت 60 حالة سنة 2009 بكل من البلديات التالية: آريس، وادي الطاقة، بيطام، جرمة، يومية، عين جاسر، وما تعلق بداء والتسمم العقربي فيتم سنويا تسجيل 40% من الحالات ببريكة و20% بعين التوتة ونقاوس، و15% بأريس و5% بمروانة، وقد شهدت الفترة الممتدة ما بين 2005 – 2009 تسجيل 11 حالة وفاة منها 4 ببلدية الجرار وحالة بكل من البلديات التالية: بيطام، عزيل عبد القادر، أمدوكال، بريكة، بوزينة وسفيان. سميرة قيدوم