تفتقر المؤسسات الاستشفائية وصيدليات ولاية الوادي على غرار مناطق الجنوب ككل تقريبا منذ عدة شهور لبعض الأدوية الضرورية خاصة منها المتعلقة بمرضى الأعصاب الذين لم يجدوا بديلا لهذه الأدوية مما زاد من سوء حالتهم، بالإضافة إلى أدوية خاصة بالحوامل وكذا لقاحات الرضع بمختلف الأعمار. يشتكي مرضى الأعصاب وخاصة ذويهم لفقدان الأدوية الخاصة بهذه الفئة التي لم تجد البديل من الأدوية في مختلف ولايات الوطن تقريبا، مما صعب بعض الحالات المرضية التي تستعمل مثل هذه الأدوية.وتعتبر أدوية مادوبار 250 مل، وكذا سوال 05 مل، ودواء ديازي المعروف لدى جميع الفئات خاصة مدمني الحبوب المهلوسة، بالإضافة إلى حبوب ريفوتغيل2 مل، الأكثر طلبا على الصيدليات، التي اضطر أصحابها إلى الاستعانة بعض تجار السوق السوداء، الذين يسافرون إلى دولة تونس الشقيقة لجلب هذه الأدوية بأسعار جد مرتفعة حيث يصل سعر علبة دواء ريفوتغيل2 مل إلى المريض الجزائري ب 5000 دج بينما سعرها في الجزائر لا يفوق 2000 دج وبهذا أصبح العديد من الأفراد يدرون أموالا كبيرة على حساب المرضى الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة المرض وسندان قلة الدواء وارتفاع أسعاره.وحتى وإن حاولت الدولة تعويض مرضى الأعصاب بأدوية ذات تركيبات محلية سعيا منها للتقليل من استيراد هذه الأدوية، وجد المرضى بأن تأثير التركيبة المحلية تبعد بكثير عن التركيبة الأجنبية من ناحية مقدورية العلاج حسب حديثهم للصيادلة.واشتكى أهالي المرضى من قلة الأدوية في الصيدليات وحتى في المراكز الاستشفائية الخاصة بهذه الفئة، وذكر أحد هؤلاء الأهالي بأنه أضطر إلى جلب ما يصل إلى نصف علبة بواسطة معارفه مؤكدا بأن هذه الكمية هي الأخيرة تقريبا، وفي ظل هذه الأزمة أن صح القول فإن الحالات المرضية ستزداد سوءا وتعقيدا في ظل نقض هذه الأدوية.من جهة أخرى فإن الماصبين بأمراض الأذن يعانون هم أيضا من قلة دواء بالوتيل من نوع قطرات، حيث ينعدم هو الآخر من الصيدليات لسبب يجهله الصيادلة حسب ما صرح به صاحب صيديلة بالوادي، الذي قال بأن سوق الأدوية تتحكم فيه الدولة وهي الوحيدة المخول لها استيراد أو منع أو تبديل دواء بآخر. وفي السياق ذاته كان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس قد أكد قبل دخول فصل الصيف في تصريح للإذاعة الجزائرية بأن مخزون الأدوية المستوردة سيغطي احتياجات المؤسسات الصحية لمدة ستة أشهر. وهذا كرد فعل على الأخبار التي تداولتها بعض وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة، والتي تفيد بأن الجزائر مقبلة على أزمة دواء حادة. وفي هذا المقام وعد الوزير بعدم تكرار مشكل نفاذ مخزون الأدوية المسجل خلال السنوات الأخيرة، مرجعا هذه الوضعية إلى سوء توزيع الأدوية وتسيير المستشفيات.ودعا الوزير ولد عباس مسؤولي الأدوية إلى منح الأولوية لبعض الأمراض الحساسة مثل السرطان والأمراض المزمنة والسيدا. وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر استوردت أكثر من 14 طنا من الأدوية المفقودة لتغطية حاجيات المؤسسات الإستشفائية من البلدان المموّنة المعتادة بقيمة2300000 دج، تضم قائمة للأدوية الأساسية للأمراض الخطيرة مثل السرطان والقلب والشرايينوفي انتظار تدخل الوزير مرة أخرى من أجل إغراق السوق بالأدوية المفقودة يبقى العديد من المرضى يعانون لقلة أدويته يصارعون المرض. محمد نصبة