كشفت مصادر موثوقة بمديرية الصحة والسكان بولاية أم البواقي ل“الفجر” أن هناك تقارير رسمية تؤكد سوء تخزين اللقاحات في عدد من المراكز الصحية والمستشفيات بأم البواقي حسب ذات المصادر، فإن هناك تهاونا إلى حد الإهمال وجهلا من قبل بعض الإطارات الصحية فيما يتعلق بكيفية حفظ اللقاحات والتأكد من صلاحيتها، كما أن البعض منهم لا يتوفر على الخبرة المهنية الكافية حول الآليات الصحيحة لتخزين اللقاحات في الثلاجات المخصصة لحفظها. ومن المخالفات التي تم رصدها من طرف لجان رقابية وتفتيشية محلية ووطنية، وتم تدوينها في التقارير، إقدام بعض الإطارات وعمال السلك الطبي في بعض المراكز الصحية والمستشفيات بكل من عين مليلة، عين البيضاء، أم البواقي، مسكيانة، سيڤوس، وعين فكرون، على حفظ المأكولات والأطعمة الخاصة بهم في الثلاجات المخصصة لتخزين الأدوية والجرعات الطبية. وقد تسبب سوء تخزين اللقاحات في إتلاف كمية معتبرة، منها قدرتها مصادرنا بالأطنان وبمبالغ مالية تتعدى ال 3 مليار سنتيم، وهي تقديرات أولية شبه رسمية وغير نهائية. وقد تسبب إتلاف تلك الجرعات الطبية في إحداث ندرة كبيرة في لقاحات الأطفال الرضع، وهو ما تسبب في حرمان الآلاف من الأطفال من الحصول على اللقاحات، خاصة لقاح “دي.تي.سي.”، وهو ما يهدد الأطفال الرضع البالغة أعمارهم ما بين 03 و09 أشهر بالشلل وجملة من الأمراض الخطيرة، وذلك منذ حوالي ثلاثة أشهر. وكشفت مصادر محلية مسؤولة ل“الفجر” أن عددا كبيرا من المواطنين أكدوا أن الكثير من أطفالهم حُرموا من التحصين ضد شلل الأطفال والحصبة وفيتامين “أ”، وخاصة في مناطق الحرملية، أولاد زواي، عين الديس، توزلين، العسكرية، سيدي رغيس، الجازية، الرحية، بئر الشهداء، إذ لم تصلها حصتها الخاصة بمختلف لقاحات التحصين الخاصة بالأطفال والرضع. وكانت مصادر صحية مطلعة في أم البواقي قالت: إنه تم تقليص لقاحات التحصين في أكثر من منطقة لأسباب مبهمة وغير مبررة وعدم إشعارها بذلك. وتعيش ولاية أم البواقي حالة طوارئ قصوى بفعل النقص الحاد في كميات مختلف اللقاحات المخصصة لتحصين الأطفال والرضع، حيث يواجه حوالي 3 آلاف رضيع خطر الإصابة بأمراض الحصبة والديفتيريا وشلل الأطفال والسعال الديكي والكزاز والخناق والتهاب الكبد الفيروسي “ب2”، بسبب ندرة اللقاحات الخاصة بهذه الأمراض، خاصة لقاح “دي.تي.سي” وفيتامين “أ” في مختلف المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية، منذ شهرين، وسط حيرة وذهول أولياء الأطفال والرضع وتخوفهم الكبير على صحة أبنائهم. ومما زاد من تذمرهم واستيائهم هو لامبالاة المسؤولين على قطاع الصحة بالولاية. وطالب بعض أولياء الأطفال والرضع الذين يهددهم خطر الإصابة بمختلف الأمراض السلطات المسؤولة الإسراع في توفير لقاحات التحصين بالمستشفيات والمستوصفات والعيادات والمراكز الطبية. وقد وجه بعض الأطباء والمواطنين اتهامات خطيرة وصريحة للمسؤولين بمديرية الصحة لولاية أم البواقي، فحواها انتهاء صلاحية بعض اللقاحات الطبية الخاصة بالأمراض، خاصة لقاح الحصبة وشلل الأطفال والتهاب الكبد الفيروسي “ب2“، ورغم ذلك تم تلقيحها للأطفال الرضع بكل من الجازية، وادي نيني، الرحية، بوغرارة السعودي ومنطقة مدرق نارو بنواحي فكيرينة. وقد سادت حالة من الإرتباك والذعر مديرية الصحة والسكان، بعد صدور تقارير وتداولها تشير إلى ضبط أدوية فاسدة في بعض المراكز الصحية والمستشفيات. وفيما أكد مصدر مسؤول بمديرية الصحة لولاية أم البواقي ل “الفجر” سلامة اللقاحات المقدمة للأطفال وأنها سليمة، وأن مديرية الصحة تحرص على طرق تبريدها بشكل علمي سواء عند تخزينها أو عند نقلها وحتى أثناء استعمالها، إلا أنه تحاشى الحديث عن موضوع سوء تخزينها في بعض مراكز الأمومة الجوارية والمستشفيات. كما أشارت بعض المصادر إلى ضبط كمية معتبرة من الأدوية الفاسدة في بعض المراكز الصحية والمستشفيات، إضافة إلى نقص الإطارات والمعدات الطبية اللازمة في بعض المستشفيات والمراكز الصحية الموجودة على مستوى ولاية أم البواقي،إلى جانب تدني مستوى النظافة، ونقص بعض الأدوية الضرورية المزمنة، كالضغط الدموي والسكري والقلب في بعض المستشفيات. كما رصدت ذات التقارير، خلال سنة 2009، وفاة 08 أشخاص تبلغ أعمارهم ما بين سنتين و67 سنة نتيجة الإهمال والتقصير في تقديم الخدمة الطبية من قبل بعض الإطارات الطبية وعمال السلك الطبي بكل من عين مليلة، عين كرشة، قصر الصبيحي، أم البواقي، سيقوس، عين البيضاء، سوق نعمان وعين الفكرون.