كان انعقاد المؤتمر المغاربي الرابع لجراحة الاعصاب على مدى يومين مؤخرا في فندق الاوراسي، والذي نظمته جمعية الجزائر لجراحة الاعصاب فرصة لكل الاساتذة الحاضرين من المغرب، تونس، وحتى ليبيا لأول مرة، الى جانب الجزائر للتطرق لعدة مواضيع لها علاقة بأمراض الاعصاب كان أهمها الصرع ومرض "ألزهايمر" الذي عرف انتشارا واسعا، خاصة في الجزائر، خلال السنوات القليلة الماضية. وتحصي الجزائر 100 ألف حالة تعاني من مرض "الزهايمر"، الذي يصيب عادة المسنين، وأكد البروفيسور أحمد مصمودي اختصاص في جراحة الاعصاب بمستشفى باب الوادي أنه لابد من تكفل تام بهؤلاء المرضى، معتبرا أنه وحتى وإن كانت هناك عدة أدوية لعلاج هذا المرض إلا أن الجزائر لا يصلها سوى دواء واحد، لديه بعض الفعالية، إلا أنه غير كاف بالنظر الى الضرورة الملحة لعلاج هؤلاء المرضى. وتعد الجزائر من البلدان المغاربية، التي ينتشر بها هذا المرض، كما أشار الدكتور مصمودي لاسيما خلال الفترة الاخيرة لكن بدرجة أقل مما هو مسجل في البلدان الاروبية فالجزائر أصبحت في الفترة الاخيرة من البلدان التي ارتفعت بها نسبة الشيخوخة، عكس ما كان عليه الحال سابقا، لهذا فإنه من الضروري التكفل الجيد بفئة المسنين، وتعد العائلة عاملا مهما في العلاج بالنسبة، للشيوخ الذين يعانون من ألزهايمر،"أظن أن للأسرة دورا كبيرا في علاج هؤلاء المرضى والتكفل بهم، والحمد لله أن العائلة الجزائرية واعية بذلك، فالحنان والرعاية التي تقدمها الاسرة للمريض مع الاستماع إليه والتحدث معه، يعد أمرا مهما جدا من أجل علاجه ومساعدته نوعا ما" يقول الدكتور مصمودي، الذي يؤكد من جهة ثانية أنه لا توجد مراكز خاصة برعاية مثل هذه الحالات في الجزائر، معتبرا أن وضع هؤلاء في مراكز الشيخوخة مثلا لا يساعدهم أبدا، بل بالعكس يزيد حالتهم تدهورا ففي ظل غياب هذه المراكز الخاصة، فإن هؤلاء الاطباء يستقبلون مرضاهم في المشتفيات في اختصاصات جراحة الاعصاب بكل فروعها، ويرى محدثنا أنه لابد من التكوين في هذا المجال بإحداث مراكز خاصة للتكفل بمرضى "الزهايمر" وتوفير كل الامكانيات اللازمة من أجل ذلك أيضا. وإذا كان مرض "الزهايمر" حسب ما يعتقده البعض هو فقدان الذاكرة، فإن البروفيسور مصمودي يوضح قائلا "لا يمكن أن نحكم على شخص لديه فقدان الذاكرة، بأنه يعاني من مرض "الزهايمز" مباشرة، لأن هذا لا يكون في كل الحالات، فلنتوقف عن اعتبار كل من لديه بعض النسيان بأنه يعاني من "الزهايمر" فالمريض لا بد له من فحص دقيق ومعمق مع اخضاعه لعدة تجارب، وفحوصات حتى يتم تشخيص الحالة بصفة نهائية كما يضيف. المجتمعون خلال هذا المؤتمر المغاربي الرابع قاموا بتقديم، دراساتهم وبحوثهم المتعلقة بكل الامراض الخاصة بالاعصاب، حيث تداول على المنصة، بالاعصاب، حيث تداول على المنصة معظم المشاركين في البلدان الحاضرة، وكان الموضوع الثاني، الذي لم يقل أهمية عن "الزهايمر"، هو مرض الصرع، الذي يصيب أزيد من 300 ألف جزائري، والذي يؤثر بطريقة مباشرة على الجانب العصبي خاصة لدى الاطفال الذي يسبب لهم هذا المرض، التغيب عن الدراسة كونه يجعل المريض يصاب بغيبوبة لمدة 10 الى 15 دقيقة. وتطرق المشاركون الى هذا الموضوع، حيث قدمت بحوث ودراسات لعلاج هذا المرض، الذي يستفحل في معظم البلدان، وحسب البروفيسور مصطفى سعدي بلويز المختص في جراحة الاعصاب، فإن التكفل بمثل هذه الفئات أصبح أمرا ضروريا، معتبرا أن هناك تطورا كبيرا في هذا المجال "الحمد لله توصلنا في الجزائر، الى الحصول على ادوية خاصة بمعالجة هذا المرض، إلا أن الامكانيات تبقى ناقصة بالمقارنة مع البلدان الاخرى". وتناول المشاركون أيضا بالنقاش عدة أمراض تصيب الجهاز العصبي، منها الجلطة الدماغية، التي أصبحت هي الاخرى مرضا منتشرا في الجزائر، إضافة الى التصلب اللويحي وكذلك مرض السل، الذي يصيب الرئتين، فحسب الدكتور سعدي بلويز، فإن هذا المرض له علاقة مباشر، مع الجانب العصبي كونه يؤثر فيه بطريقة سريعة، وعرف المؤتمر نقاشا أيضا حول بعض الامراض الجديدة، التي بدأت تعرفها بلدان المغرب العربي، مثل إصابة الاعصاب بفيروس واست نايل.