سيتم بباريس، الأيام الأخيرة من الشهر الجاري، التأسيس الرمزي "لوزارة تصفية الاستعمار و المساواة في الحقوق"من قبل جمعيات فرنسية مناهضة للاستعمار، في إطار النقاش الدائر حول " الهوية" في فرنسا ، بينما حاكمت عديد الجمعيات "فرنسا الاستعمارية" على مدار أسابيع من الجدال. وقد عادت الفدرالية الوطنية الفرنسية لقدماء المحاربين في الجزائر لتوظيف تاريخ الجزائر بما يخدم إستراتيجيتها الجديدة في ذكر "مناقب" حرب الجزائر، ولهذا الغرض خصصت "الفناكا" معرضا من 36 لوحة تمسح تاريخ الجزائر من 1830 إلى 1962 وشعارها في ذلك "الأساطير والحقائق". أطلقت الفدرالية الفرنسية لقدماء محاربي الجزائر حملة نوعية هذه المرة ولصالح استرجاع فصول تاريخية من حرب الجزائر مثلما تسمى في فرنسا وتلقينها للشباب الفرنسي وأبناء المحاربين القدامى والحركى في فرنسا، وبدأتها بمعرض بمكتبة "كروا دوراد" وبمساهمة لجنة "حرب الجزائر، الشبيبة والدروس" ويشمل المعرض البدايات الاستعمارية ثم الفترات اللاحقة من الاستعمار القاسي ووصولا إلى "الأسطورة والحقائق" في سياسة الإدماج بالمدرسة وفي الهجرة، ويعرج المعرض على المقاومة الشعبية ابتداء من 1871 والقمع الدموي المتبوع بتدعيم المقاومة نفسها.. وخُصت مظاهرات سطيف في ماي 1945 بحيز خاص يظهر بشكل لافت للنظر شباب وطني يحمل علم الجزائر والمظاهرات، التي أعقبت ذلك، وشرطة فرنسية تطلق النار على المتظاهرين وكان القمع رهيبا حسب توصيف فدرالية قدماء المحاربين الفرنسيين وحتى الإعلام الفرنسي، الذي أصبح يذكر تفاصيلا من تاريخ الجزائر على غير الرواية الفرنسية الرسمية والقاتلة للحقائق في معظم الأحيان. ويشير معرض "الفناكا" إلى كيفية تأسيس جبهة التحرير الوطني وفي سابقة غير متوقعة في المعارض التي تقام في فرنسا حول حرب الجزائر مثلما تسمى جرى الحديث عن "الدورة الجهنمية" أي الإرهاب والتعذيب الفرنسي للجزائريين أثناء معركة الجزائر سنة 1957، ثم دعوة ماسو للجنرال دوغول في 1958 ثم مسيرة تقرير المصير وفشل انقلاب الجنرالات على دوغول وجرائم المنظمة العسكرية الخاصة (أو.أ.أس) وإقرار وقف إطلاق النار في 19 مارس 1962. وشمل الجزء الثاني من المعرض الأطفال والنساء أثناء الحرب والسجناء والمفقودين والحركى والعمل البسيكولوجي والخوف من الموت في الجانب الفرنسي وواجب الذاكرة حسب المفهوم الفرنسي لهذه الكلمة بمحتواها وخلفيتها التاريخية. وسيستمر هذا العرض إلى غاية الثالث عشر من الشهر الجاري العرض يتزامن مع الندوة الصحفية التي نشطها أول أمس، قياديو جمعيات فرنسية بباريس من أجل تقديم برنامج أسبوع مناهضة الاستعمار الذي بادرت به. و يندرج هذا ضمن الدورة الخامسة من نوعها المرتقبة من 19 الى 28 فيفري في ظرف خاص يتميز بإحياء الذكرى ال50 لنيل عدد كبير من الدول الإفريقية لاستقلالها و من خلال النقاش المثير للجدل الذي بادر به اليمين الموجود في السلطة حول الهوية الوطنية حسبما أكده منشطو هذا اللقاء للصحافة. كما يتضمن البرنامج جلسات مناهضة للاستعمار لما وراء البحر و لقاء حول "استغلال الهوية الوطنية منذ الحقبة الاستعمارية الى يومنا هذا" و "روح مؤتمر باندونغ و نهاية عهد الاستعمار" و "فلسطين مسالة فرنسية" و "المناخ و البيئة و الاستعمار الجديد" و أخيرا "2010 50 سنة من الاستقلال المصادر". فيما سيتم التأسيس الرمزي "لوزارة تصفية الاستعمار و المساواة في الحقوق" و سيتم تكليفها بإعداد تقرير حول "هوية وطنية وهوية استعمارية". ليلى/ع