التقى العديد من ممثلي الأحزاب السياسية والجمعيات أول أمس في ساحة حقوق الانسان لتروكاديرو بباريس للمشاركة في انطلاق فعاليات أسبوع مناهضة الاستعمار·وبهذه المناسبة أوضح ممثل عن المشاركين أن تنظيم هذا الأسبوع سيسمح ب "توضيح مسألة الاستعمار في فرنسا والخارج"، معتبرا أن هذا الأمر لايعتبر "تاريخيا" فقط بل "مسألة راهنة في بعض المناطق في العالم لاتزال فيها الشعوب كشعبي الصحراء الغربية وفلسطين تعاني من ويلات الاستعمار واحتلال أراضيها"· "هناك بعض الأوضاع استعمارية أو تنم عن الاستعمار الجديد لبعض الدول الافريقية"، حسب المتحدث الذي أدان فرنسا "لتوفرها على قواعد عسكرية في افريقيا وعقدها مع عدد من الأنظمة بعض الاتفاقات العسكرية التي يجهل البرلمانيون الفرنسيون بنودها لأنها تسير من طرف خلية فرنسا افريقيا التابعة للرئاسة الفرنسية ووزارة الدفاع"· كما ندد بسياسة الهجرة الانتقائية التي تبنتها فرنسا والتي تعتبر شكلا من أشكال نزع ملكية الكفاءات والمواهب من الدول الافريقية·وأضاف أنه سيتم تنظيم يوم 23 فيفري "تجمع أمام مقر وزارة الهجرة للمطالبة بإلغاء وزارة العار"· وفي تصريح لوأج أكدت السيدة فاتي كومبا مؤسسة ورئيسة جمعية الحريات وحقوق الانسان واللاعنف التي عينتها منظمة اليونيسكو "مبعوثة لبيان 2000" أن حضورها لهذا التجمع "أمر طبيعي" باعتبارها ناضلت كثيرا من أجل القضايا العادلة عبر العالم ومن أجل إحياء الذاكرة" التي يحاول بعض رجال السياسة إخفاءها ومحوها"· وأدانت السيد كومبا فكرة الرئيس ساركوزي لإحياء ذكرى أطفال يهود توفوا إبان الحرب العالمية الثانية، متسائلة "من سيحيي ذاكرة الأطفال ضحايا مجازر سطيف وقالمة وخراطة في ماي 1945 والأطفال الفلسطينيين ضحايا صبرا وشتيلا وأطفال العراق"· كما أكدت أنه يجب وضع حد للاستعمار في العراق وفلسطين والصحراء الغربية وبعض الدول الأخرى في العالم· وتشارك أكثر من 70 منظمة وجمعية في هذا الأسبوع الذي يجري تحت شعار "مقاومة استعمار الأمس واليوم والغد"· ويتضمن هذا الأسبوع المناهض للاستعمار عدة تظاهرات منها "ليلة للفيلم الاستعماري" وسهرات نقاش حول القضايا العادلة الصحراوية والفلسطينية والكفاح ضد استعمار الأمس واليوم ومعارض للصور والكتب· كما سيتم تنظيم ملتقى في 21 فيفري حول موضوع "هل مات الاستعمار في فرنسا"· إضافة الى ثلاث موائد مستديرة خلال هذا الملتقى تتناول استيطان الاستعمار والجرائم المرتكبة ضد الانسانية وحروب التحرير الوطنية وبعث تمجيد الدور الايجابي للفترة الاستعمارية من جديد وذلك بمشاركة جامعيين ومؤرخين ومنشطي الحركة الجمعوية· كما ستنظم حفلات تسليم جائزة "اشتار" للكتاب المناهض للاستعمار وجوائز "مستعمر السنة "في فئة السياسة والمنتخب المحلي والفكري وسيختار هؤلاء الفائزون من طرف لجنة تحكيم جمعوية· (واج)