تنطلق في 14 من شهر فيفري الجاري بالعاصمة الفرنسية باريس فعاليات أسبوع مناهضة الاستعمار، والذي سيكون فرصة للتنديد بكافة أشكال العنصرية والإقصاء والتمييز الذي لا يزال يعيشه الكثير من المواطنين في فرنسا، خاصة المهاجرين منهم. وقال منظمو هذا الأسبوع الذي سيمتد إلى غاية 24 من الشهر الجاري أنه بعد ''أربعة سنوات بعد التصويت على قانون 23 فيفري 2005 الممجد للاستعمار لم يتم إلغاء هذا النص''. مبينين في الوقت ذاته أنهم ما زلوا يعيشون إلى اليوم التمييز العنصري من قبل السلطات الفرنسية رغم ما تدعيه من إقامتها للمساواة لكل من يقيم على أراضيها، مشيرين إلى أن باريس لازالت إلى اليوم تزيف الحقائق التاريخية، وترفض الاعتراف بما ارتكبته من جرائم خلال الحقبة الاستعمارية، ومردفين بالقول في هذا الإطار''نحن نسجل التمييز الذي يستهدف سيما أبناء الشعوب المستعمرة و طمس تاريخ الاستعمار الفرنسي و كفاح التحرر للشعوب وحقيقة الاستعمار والاستعمار الجديد". ويتضمن برنامج الطبعة الرابعة لأسبوع مناهضة الاستعمار تنظيم ملتقيين خصص احدهما ''للمستعمرات الفرنسية الأخيرة'' و الآخر ''للفرنك الإفريقي'' ، وسيقام تجمع مناهض للاستعمار في ساحة حقوق الإنسان بباريس و انتخاب الشخصية السياسية الحائزة على ''جائزة الاستعماري'' للسنة ، إضافة إلى سهرة حول الكتاب المناهض للاستعمار،و تظاهرات أخرى ستقام في عدة مدن فرنسية. وقررت لجنة تحكيم هذا الأسبوع و المشكلة من شخصيات ذات انتماءات مختلفة منح هذه الجائزة لكتاب جماعي بعنوان ''المختصر الصغير لإعادة التأهيل حول التاريخ الإفريقي لفائدة نيكولا ساركوزي'' أشرف على إعداده آدام با كوناري و الذي يعد بمثابة رد من عدة شخصيات إفريقية و مؤرخين و باحثين و أساتذة جامعيين على الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي بداكار وادعى فيه أن باريس ستقف إلى جانب أفريقيا في معركتها ضد الفقر والبؤس، معترفا بأن الاستعمار كان خطأ جسيما, إلا انه رفض فكرة التعبير عن أي ندم. وأضاف ساركوزي على هذا الخطاء لدى مروره بالغابون انه يدعو إلى نسيان الماضي والتوقف عن تحميل الاستعمار مسؤولية الفساد والحكام الدكتاتوريين وحروب الإبادة, موضحا أن كل ذلك لم ينتج عن الاستعمار على حد قناعاته ، قناعات قوبلت بالانتقاد من عدة جهات ،حيث اتهمه الحزب الاشتراكي الفرنسي الرئيس بعدم النزاهة بإعطائه دروسا عن التنمية للأفارقة, والرغبة في الوقت نفسه في ''سرقة الثروة البشرية لأفريقيا بتطبيق الهجرة المنتقاة''،مضيفا على لسان سكرتيره الوطني فوزي لمضاوي ''عندما يكون ساركوزي في دكار يكون صديقا للأفارقة وعندما يكون في باريس يصمهم بالعار ويطردهم. إنه يعد بوحدة أوروبية أفريقية لكنه في الواقع يريد تحويل أوروبا إلى حصن للدول الغنية''،،ومردفا ''مر نصف قرن على استقلال الدول الأفريقية دون أن تتحسن أوضاعها, وليس من اللائق تحميل الدول الأفريقية جزءا من مسؤولية معاناتها فهي طريقة لشطب تداعيات الاستعمار". ولم تتوقف سياسة التمييز العنصري المنتهجة من طرف السلطات الفرنسية عند التنكر لماضيها الاستعماري المشين ، بل صاحبته بإجراءات ميدانية حقيقية تمثلت في الأساس بجعل دول الاتحاد الأوروبي تصادق على ميثاق '' العودة '' الأوروبي الذي يجيز اعتقال المهاجر غير الشرعي إلى مدة تصل إلى 18 شهر ،وكذا رفضها القيام بتسوية جماعية للعمال دون وثائق.