دفع غلاء المعيشة بعدد كبير من النساء الماكثات بالبيوت إلى امتهان بعض الصناعات التي تمكنهن من تحقيق دخل، يسمح لهن بالمساهمة في تلبية احتياجات العائلة. "المساء" سلطت الضوء على تجربة السيدة دليلة بن قيطون ابنة مدينة "الورود" البليدة، التي بدأت بمشروع صغير في خياطة الأفرشة. وتمكنت رغم ما واجهته من عراقيل من إنشاء مؤسسة عائلية، تطمح من ورائها إلى المساهمة في تزويد السوق المحلي بإنتاج صُنع بأنامل جزائرية. شاركت السيدة دليلة بن قيطون، لأول مرة، في معرض للصناعات الحرفية، حيث عرضت نماذج لأفرشة وأغطية بألوان وأشكال مختلفة، موجهة للكبار والصغار. وبرعت في تغليفها حتى تتمكن من دخول السوق والمنافسة بها. وعن تجربتها قالت في تصريح ل "المساء" بأن السبب الرئيس الذي جعلها تقرر إنشاء مؤسسة عائلية وتشرع في العمل بمنزلها، هو الحاجة الى دخل مالي بالدرجة الأولى. فبعدما أصبح زوجها عاطلا عن العمل تحتَّم عليها البحث عن وسيلة لتلبية احتياجاتهم الكثيرة خاصة في ظل الغلاء، فما كان منها إلا أن قررت خياطة الأفرشة، وهي واحدة من الصناعات التي تعلمتها على أيدي بعض الخياطات من اللواتي امتهنّ صناعة الأفرشة في منازلهن. ومن هنا كانت الانطلاقة. وحول العراقيل التي واجهتها أشارت المتحدثة الى أن ولوج عالم صناعة الأفرشة لم يكن سهلا؛ إذ تطلّب منها أولا، التسجيل في قائمة الحرفيين، ودفع الاشتراكات، ومن ثمة تقديم طلب للحصول على قرض؛ كون صناعة الأفرشة نشاطا يتطلب وجود بعض الأجهزة التي لم تكن متوفرة لديها. وحسبها، فإن القيام بكل هذه المراحل تطلّب منها دفع بعض الأموال. غير أن هذا لم يُحبط من عزيمتها، خاصة أن مؤسسات الدولة تفتح الباب لدعم الراغبين في إقامة مشاريع مصغرة. ولأن الرهان بالنسبة لها هو الوصول إلى إنشاء مؤسسة عائلية تعتمد عليها في سد احتياجات كل أفراد عائلتها، تمكنت بعد الحصول على قرض، من اقتناء الماكينة المطلوبة، والشروع في العمل. وعلى الرغم من أن السيدة دليلة تمكنت بفضل إتقانها صناعة الأفرشة وبأسعار تنافسية، من ولوج سوق صناعة الأفرشة، غير أن مشكل التسويق لايزال يشكل أكبر تحدّ لها، حيث تقوم بالعمل بناء على طلب الزبونات. كما تتفق مع بعض المحلات على وضع منتجها في المحل بغية الترويج له، ومن ثمة بيعه، غير أن هذا، حسبها، غير كاف. كما إن مواقع التواصل الاجتماعي، هي الأخرى، لم تعد تتسع بالنظر إلى حجم العروض الكثيرة في مجال صناعة الأفرشة، ناهيك عن أن تجربتها في التسويق عبر الفضاء الافتراضي، قابلتها مشكلة التوصيل إلى بعض الولايات؛ الأمر الذي جعل من عملية التسويق عبر الفضاء الافتراضي، صعبة بالنسبة لها. وأمام هذا تناشد الجهات المعنية للتدخل، ودعم أصحاب المشاريع المصغرة؛ من خلال تمكينهم من التعاقد مع بعض المؤسسات التي تحتاج إلى الأفرشة والأغطية كالمستشفيات، أو في عملية التسويق من خلال التكثيف من المعارض، أو التأسيس لسوق يجمع أعمال المصنّعين المحليين الحرفيين، ويتكفل بعملية بيعها.