أبرز الخبير الفلاحي، أحمد مالحة، أمس، أهمية تفعيل دور الفروع والمكاتب الفلاحية على المستوى المحلي، وتدعيمها بالموارد المادية والبشرية الضرورية من مهندسين وكفاءات لإنجاح عملية الرقمنة في الإحصاء الفلاحي والتي تبقى، حسبه، ضرورية من أجل إعداد استراتيجية فلاحية على المدى المتوسط والبعيد لضمان الاكتفاء الذاتي وتحقيق الأمن الغذائي. ثمّن مالحة في تصريح ل"المساء"، قرارات رئيس الجمهورية خلال مجلس الوزراء المنعقد، أول أمس، بخصوص اعتماد الرقمنة في كل مراحل الإحصاء الفلاحي باعتباره خطوة بالغة الأهمية في اتخاذ أنسب القرارات. وأشار إلى أهمية الرقمنة التي تعد الشرط الأساسي لوضع استراتيجية للأمن الغذائي، والتي تبقى مرهونة بتوفر إحصائيات دقيقة وصحيحة، مؤكدا أن إنجاح مشروع الرقمنة في الإحصاء الفلاحي يتوقف على إعادة إحياء دور الفروع الفلاحية على مستوى البلديات والدوائر، موضحا أن الإحصاء الدقيق لا يمكن أن يتم إلا بإشراك القواعد المحلية نظرا لدرايتها بالمعلومات الضرورية على مستوى المناطق التي تتواجد بها، وذلك لإحصاء كل المساحات الفلاحية، والكميات المنتجة، والأشجار المثمرة ورؤوس المواشي بكل بلديات الوطن. وذكر بالمناسبة بأهمية هذه المعلومات لوضع خارطة طريق للقطاع لمعرفة ما ينتج وبأي كميات لتسطير برنامج الاستيراد بالتوقف عن استيراد ما يمكن إنتاجه ترشيدا للنفقات، ووضع استراتيجية صناعية واضحة فيما يخص تحويل المنتوجات الفلاحية التي تتوقف اليوم على استيراد المواد الأولية، وذلك بغية تجنّب الاستيراد العشوائي. وأرجع مالحة أهمية هذا الإحصاء إلى اتخاذ قرارات صائبة في المجال الفلاحي خاصة فيما يتعلق بتجاوز تحدي نقص البذور التي لا ينتج منها حاليا سوى 50%، وأيضا تراجع رؤوس الماشية، وذلك قصد تحفيز الاستثمار في هذين المجالين لتحقيق الاكتفاء الذاتي مستقبلا من البذور واللحوم، بالإضافة إلى التفكير في التصدير. وركّز محدثنا على أهمية إحصاء الأراضي المسقية بدقة باعتماد الرقمنة لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة مشكل نقص الأمطار، ومعرفة المناطق التي تحتاج إلى سقي من أجل مضاعفة الإنتاج للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بالتوجّه إلى طرق حديثة في السقي بدل الاعتماد على الأمطار فقط، بمضاعفة كميات المياه المعالجة من مياه الصرف الصحي وغيرها من المياه المستعملة لاستعمالها في السقي الفلاحي، حيث أكد الخبير إمكانية رفع كميات هذه المياه المعالجة إلى مليار متر مكعب مستقبلا لسقي مئات الآلاف من الهكتارات.