شاءت الأقدار أن تخطئ الرصاصة التي صوبها الأب نحو فلذة كبده تجاهها لتصيبها في ذراعها بدل قلبها لتبقى شاهدة على الجريمة الشنعاء التي راحت ضحيتها زوجة في مقتبل العمر وأخوها بمنطقة أم علي بولاية تبسة . روت الفتاة فتيحة 20 سنة الناجية الوحيدة من المجزرة التي شهدتها نهاية الأسبوع المنطقة الحدودية أم علي بولاية تبسة تفاصيل الجريمة الشنعاء التي راحت ضحيتها زوجة والدها (ص.ك) في العقد الثالث من عمرها وأخوها (ك.ك) 26 سنة وذلك بعد أن أكدت بأنها تظاهرت بالموت لتستطيع النجاة من مخالب والدها الذي لم تشفع لها عنده توسلاتها بعدم إطلاق النار عليها بعدما أخطأتها الطلقتان الناريتان اللتان صوبهما نحوها لتستقر الأولى بذراعها الأيمن وتصيبها الأخرى بجروح في يدها اليسرى لتسقط على إثرها فوق جثة زوجة أبيها التي أحست حسب ما روته لنا باضطراب دقات قلبها الأخيرة قبل أن تلفظ أنفاسها وتسمع صوت أخ هذه الأخيرة والذي هو بمثابة خالها كما تقول وهو يطلب النجدة طالبا النجاة من الموت المحتم بعد إصابته بطلقتين في قلبه. تقول فتيحة ابنة العشرين ربيعا كان كل شيء عاديا بأبي كما تقول كان دائما يضرب زوجته ويضربني لأبسط الأسباب قبل أن تستنجد الزوجة بأخيها (ك) الذي جاء لزيارتها وتخبره بما تعانيه ببيت زوجها ليطلب منها أخوها المغدور جمع أمتعتها لتعود معه لبيت والديها لكن زوجها رفض بشدة وهددها في حالة تخطيها عتبة المنزل قبل أن يصر أخاها على اصطحابها مما جعل الزوج يخرج بندقيته التي استفاد منها في إطار ما يسمى بالرجال الواقفين أو الدفاع الذاتي ويصوبه نحو أخ زوجته ويصيبه بطلقة في ذراعه سقط على إثرها أرضا وسط بركة من الدماء بعدما أغمي عليه وبمجرد أن استعاد وعيه سلم هاتفه النقال لأخته وطلب منها أن تتصل بأخيهما الذي يعمل شرطيا ليأتي لنجدتهما وإنقاذهما من أيدي زوجها لكن هذا الأخير صوب بندقيته نحو (ك) موجها له طلقتين على مستوى القلب ليتوجه بعدها لزوجته التي كانت ترتجف حسب فتيحة التي حاولت حمايتها لكن دون جدوى حيث أصابها بطلقتين أخريين على مستوى القلب لتسقط بجوار جثة أخيها الذي كان يطلب النجدة رغم علمه بأنه يعيش الثواني الأخيرة من عمره ليصوب بعدها سلاحه نحو فلذة كبده التي لم تشفع لها كل أساليب التوسل لإقناعه بالعدول عن قتلها وبما أنها كانت بالقرب من زوجته فقد صوب نحوها الطلقة الأولى التي مرت سطحيا فوق يدها اليسرى لتصيبها الثانية في ذراعها الأيمن وبما أن الفتاة سقطت أرضا فقد ظن بأنه أصابها في قلبها مما جعله يفر من المكان وهو متأكد بأنه قضى على الجميع، وأصعب لحظة مرت بها فتيحة كما تقول ليست عندما حاول والدها قتلها بل عندما أحست بدقات قلب زوجة والدها الأخيرة التي كانت ترتجف ونداء أخيها الذي كان يردد «ربي يعيشكم منعوني». كلها مأساة عاشتها الفتاة وهي تسبح وسط بركة من الدماء اختلطت فيها دماء ثلاثة ضحايا لفظ اثنان منهما أنفاسهما الأخيرة على مرأى ومسمع الفتاة التي ترقد بالمستشفى الجامعي ابن رشد بعنابة في حالة يرثى لها سواء من الناحية النفسية أو الجسدية ورغم إصابتها البليغة إلا أنها لم تتلق العلاج المناسب وتركت دون أن تنظف جروحها التي انبعثت منها رائحة كريهة على مستوى يديها الاثنتين إلى جانب انعدام الرعاية فالفتاة تعاني من التهاب حاد في جهازها البولي وسط ظروف أقل ما يقال عنها أنها غير صحية بقاعة العلاج مما جعل أهلها خاصة والدتها التي فرت من بيت زوجها بسبب المعاملة السيئة قبل حوالي عام تقريبا فيما بقيت هي في بيت والدها بسبب رفضه التحاقها بوالدتها يفكرون في نقلها للعلاج على مستوى مصحة خاصة تفاديا للأسوأ الذي قد يصل إلى قطع يدها في حالة لم يعالج الجرح جيدا. بوسعادة فتيحة