أجبر يوم امس عيسى منادي الأمين العام السابق لنقابة عمال ارسيلور ميتال على اخلاء مقر النقابة، الذي اقتحمه منذ أيام وشن اضراب عن الطعام، بعد تدخل مصالح الأمن المختصة، وتوجه النائب البرلماني السابق نحو مقر الولاية أين اجتمع حسب مصادر «اخر ساعة» مع المسؤول الأول محمد الغازي، الذي تدخل من اجل محاولة ايجاد حل لهذه الأزمة، والتي زادت حدتها منذ التوقف التام للإنتاج وسط المركب، في الوقت الذي ما زال فيه الاتحاد المحلي والولائي بعنابة، لم يتدخلا في القضية، وأصدر الاتحاد المحلي بسيدي عمار بيانا يكشف فيه أن انتخاب الفروع النقابية سيتم شهر أوت القادم.ففي حدود الساعة العاشرة صباحا دخل أفراد الأمن لمركب الحديد والصلب بالحجار، وتوجهوا نحو مقر النقابة «البراكة»، حيث كان متواجدا عيسى منادي رفقة أتباعه، وأجبروه على مغادرة المقر وإخلاء مكان الاحتجاج اين كان شن فيه اضراب عن الطعام بعد اقتحامه يوم الاثنين المنصرم، علما ان حكما قضائيا استعجاليا صدرعن محكمة الحجار في ساعة متأخرة من أمسية الأحد، بخصوص إخلاء كافة الأماكن العامة للعمال وعدم التعدي على حرية العمل، عقب الدعوى التي حركتها المديرية العامة لمركب الحجار.في هذا الصدد أكدت مصادر «اخر ساعة» ان منادي الذي تلقى مساندة حوالي 4 ألاف عامل من أجل العودة على رأس النقابة، غادر المركب وتوجه الى مقر الولاية في حدود الساعة الثانية بعد الزوال، وأضافت مصادرنا أنه اجتمع مع والي عنابة من أجل عرض محاور الأزمة التي يتخبط فيها مركب الحديد والصلب منذ 3 أسابيع، ولايجاد حلول لقضية ال18 عاملا الذين تم إقصاؤهم من طرف المديرية العامة، وفي هذا الصدد فان العمال كذلك قرروا مساندة زمالائهم المفصولين والدفاع عن حقهم في اختيار ممثلهم النقابي، لذلك شنوا على مستوى العديد من الورشات الانتاجية بمركب الحجار، حركة احتجاجية عارمة، انتهت بتوقيف الفرن العالي يوم أمس مما شل الانتاج نهائيا.من جهتها لا تزال المركزية النقابية لم تتحرك في هذه القضية، رغم أن العمال مصممون على حل الفروع النقابية الحالية خاصة بعد رحيل الأمين العام اسماعيل قوادرية الذي فاز بمقعد برلماني في التشريعيات، ورغم احتجاج العمال فان الاتحاد المحلي وجه بيانا تلقت اخر ساعة نسخة منه، يدعوا لتنظيم عملية تجديد الفروع النقابية شهر اوت المقبل.وبين محاولات منادي الضغط على الإدارة الفرنسية للعدول عن تطبيق قرار الفصل التحفظي في حق مناصريه ومساعيه للعودة لمنصب عمله السابق ، اكدت مصادرنا ان المدير العام جو كازادي غادر الجزائر واتجه الى فرنسا، تاركا وراءه 18 عاملا يقومون بجولات ماراطونية لدى باقي المسؤولين الفرنسيين لبحث سبل إيجاد منافذ للمصالحة منعا لطردهم من مناصب عملهم، في الوقت الذي غاب فيه ممثلو الاتحاد الولائي للعمال الجزائريين ليبقى الوضع على ما هو عليه من حالة تأزم تزداد يوما بعد يوم بسبب إصرار منادي على العودة و إصرار الإدارة الفرنسية بالمقابل على رفض هذه العودة بشكل قاطع.