اخترق عيسى منادي الامين العام السابق لنقابة أرسيلور ميتال، مدخل المؤسسة بفضل تدخل حوالي ألف عامل فتحوا له أبواب مركب الحديد والصلب صباح أمس. وقاموا بتنظيم مسيرة، يطالبون بتعيين النائب البرلماني السابق رسميا على رأس نقابتهم، كما تجمع 18 عاملا امام مدخل المصنع وقرروا الدخول في اضراب عن الطعام، الأمر الذي سيزيد لا محال من حدة الأزمة التي يشهدها عملاق الحديد منذ أسابيع، ليواجه المدير العام الأمريكي جو كازادي هذه المرة عصيان عمالي منقطع النظير.وجاءت هذه التطورات يوما واحدا بعد ان أصدرت محكمة الحجار حكما يقضي بإخلاء أماكن الاحتجاج على مستوى مركب الحديد والصلب أرسلور ميتال والعودة إلى مناصب العمل.بعد النظر في القضية التي رفعتها المديرية العامة لهذا المركب على مستوى القسم الاستعجالي ضد منادي ومجموعة من العمال المحسوبين عليه في هذه الحملة.وأكد كمال لنشي أحد أوفى المساندين لمنادي، في اتصال هاتفي مع “اخر ساعة” أنه رفقة المئات من العمال، شنوا مسيرة سلمية وسط المركب، بعد أن رفضوا موقف الادارة العامة التي تراجعت عن اجراء اتفاق مبدئي بينها وبين الجماعة المعارضة للنقابة الحالية، من أجل عقد جلسة صلح، تقضي بتنازل إدارة أرسيلور ميتال عن جميع الشكاوى والمتابعات الجزائية التي تقدمت بها ضد العمال والنقابيين، مع الاتفاق على تنازل مدير الموارد البشرية عن شكواه، وعدول الإدارة عن قرار المعاقبة الإدارية والتوقيف التحفظي عن العمل في حق 81 عاملا.ودخل حكم العدالة بمنع منادي وأتباعه دخول مقر النقابة “البراكة” حيز التطبيق ابتداء من نهار أمس.حيث أن المدعى عليهم قدمت بشأنهم المديرية العامة لأرسلور ميتال الحجار شكوى تتعلق ب “ تجمهر غير قانوني و عرقلة العمل”، وتسجل بمركب الحديد والصلب منذ أكثر من أسبوع حالة اضطراب بسبب نزاع قائم بين مؤيدي الأمين العام الأسبق لنقابة المصنع الذي قدم استقالته بعد التحاقه بالمجلس الشعبي الوطني الجديد والمتعاطفين مع النائب المنتهية عهدته والذي كان قبلها أمينا عاما لذات النقابة والذي وعد العمال ب “ الدفاع عن مصالحهم ومكاسبهم “. من جهة اخرى أكد أتباع منادي على وجود جملة من ملفات الفساد ضد النقابة في عهد الأمين العام اسماعيل قوادرية وبتواطؤ الإدارة. والتي حسبهم سيتم الإعلان عنها قريبا بالإضافة إلى اتهام أحد الإطارات في المديرية العامة بالتدخل في الشؤون السياسية للجزائر، وفي الوقت الذي يتبادل فيه منادي والإدارة والنقابة الاتهامات، يبقى الخاسر الوحيد هو مركب الحديد والصلب، الذي لا يمكنه بلوغ مستويات الانتاج المرجوة، التي تعتبر السبيل الوحيد لتحسين ظروف عمال ال5800 عامل بعملاق الحديد.