الإطارات الأجنبية تشترط إخراج الغرباء من المركب للعودة إلى أرسيلور ميطال رفضت ظهر أمس الإطارات الأجنبية لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة الإلتحاق بمقر عملها على مستوى مبنى المديرية العامة بمركب الحجار، و قررت البقاء بمقر الإقامة الجماعي بفندق " الصلب " التابع لمجمع " سيدار " بسيدي عمار، متحججة بتواجد أشخاص غرباء على المؤسسة في محيط الإدارة. و اشترطت ضرورة إخراج كل الغرباء من المركب للعودة بصفة عادية إلى مناصب العمل، رغم أن كل المؤشرات كانت توحي بعودة المدير العام جو كازادي إلى مكتبه برفقة 17 إطارا بالمؤسسة يحملون الجنسية الفرنسية، سيما و أن جماعة منادي كانت قد أخلت الساحة المحاذية لمبنى الإدارة منذ الساعات الأولى لصبيحة أول أمس السبت، لكن بقاء مجموعة من العمال معتصمة أمام مقر الفرع النقابي حال دون عودة الإطارات الأجنبية إلى المركب، بعدما كانت قد غادرته إضطراريا يوم الأربعاء المنصرم خوفا من أي إنزلاق للأوضاع ، بسبب الصراع القائم بين جناحي قوادرية و منادي على زعامة الفرع النقابي، و الذي دخل أمس أسبوعه الثاني. في سياق متصل، قامت وحدات الدرك الوطني من فرقة سيدي عمار في الفترة الصباحية من نهار أمس بدوريات عديدة أمام مقر المديرية العامة لمنع العمال من القيام بحركة إحتجاجية، و ذلك تنفيذا للمخطط الأمني الذي تم ضبطه على مستوى الولاية الخميس الماضي، كما أن الفرنسي باتي، و الذي يعتبر من أبرز الإطارات الأجنبية المسيرة للمؤسسة، قام حسب مصادر " النصر " مساء أول أمس السبت بجولة إستطلاعية إلى المركب قادته إلى مختلف الورشات و الوحدات الإنتاجية، و طمأن العمال على قضية الرواتب الشهرية، و ذلك بالتأكيد على تكليف إطارات جزائرية بالحسم في هذه القضية على مستوى المديريات الفرعية للمستخدمين، من أجل تسديد أجور جميع العمال في الموعد المحدد نهاية شهر ماي الجاري. منادي يراهن على 4 آلاف توقيع للمطالبة ببرمجة جمعية عامة في ظرف 10 ايام بالموازاة مع ذلك ، عاد عيسى منادي صبيحة أمس إلى المركب، و إلتقى بالمئات من المحسوبين على صفه أمام مقر الفرع النقابي، أين نشط تجمعا عماليا تهجم من خلاله على الفرع النقابي الحالي و كذا على المديرية، معربا عن نيته في مساندة العمال على تجسيد المخطط الرامي إلى فسخ عقد الشراكة، و بالتالي تأميم مركب الحجار، إضافة إلى تنحية إسماعيل قوادرية من منصب الأمين العام للنقابة، و عليه فقد ذهب منادي إلى حد التأكيد على أنه كسب الرهان، بعد نجاح جماعته في جمع توقيعات ما لا يقل عن 3900 عامل، يطالبون برحيل قوادرية و تنصيب منادي كمسؤول أول على الفرع النقابي، و هي العريضة التي أكد بموجبها منادي بأنه يعتبر نفسه أمينا عاما مؤقتا للنقابة، بعدما فوضته غالبية الكتلة العمالية كناطق رسمي بإسمها إلى غاية الحسم بصفة نهائية في أمر النقابة. و أشار منادي إلى أن سيطرة جماعته على مقر الفرع النقابي أمر منطقي بعدما فقد قوادرية تزكية العمال، و كذا أعضاء مكتبه، و أن النقابة ستسير على حد تصريحه بصفة مؤقتة إلى حين تدخل المكتب الولائي للإتحاد العام للعمال الجزائريين من أجل برمجة جمعية عامة طارئة. من هذا المنطلق قال منادي في خطاب ألقاه أمام مسانديه بأنه بصدد إستكمال الإجراءات القانونية، و ذلك بإيداعه نسخة من عريضة سحب الثقة مرفقة بالتوقيعات لدى الإتحاد المحلي للعمال الجزائريين بدائرة الحجار، مع المطالبة بعقد جمعية عامة إنتخابية في ظرف 10 أيام، لأن وضعية المركب لا تسمح حسبه ببقاء العمال دون ممثل شرعي، سيما و أن الكتلة العمالية للمركب أدرجت لائحة مطالب في صدارة إنشغالاتها الراهنة، منها ما يتعلق بأزمة النقابة، و أخرى تخص مطالب مهنية و إجتماعية، و قد ذهب منادي إلى حد تجديد مطلبه القاضي بالسعي لتأميم المؤسسة، " لأن مركب الحجار يسير إداريا من طرف إطارات فرنسية تتقاضى مبالغ خيالية، و خبرتها في الميدان لا تعادل ما تحوزه الكفاءات المحلية، رغم أن هناك فرقا شاسعا في الامتيازات المالية. كما أن عقد الشراكة المبرم مع الفرنسي " أرسيلور " إنعكس بالسلب على مردود الإنتاج الذي تراجع مقارنة بالمستوى الذي كان عليه في العهدة الأولى مع الهندي " ميطال ستيل "، و هو الطرح الذي حاول منادي تبريره بلغة الأرقام، حيث أشار إلى أن الإنتاج إرتفع في الأيام الأربعة التي غابت فيها الإطارات الأجنبية عن المركب من 2000 طن إلى 2400 طن يوميا من الحديد السائل. قوادرية لا يعترف بسحب الثقة ويؤكد فتح تحقيق في لجنة المساهمة خلال عهدة منادي بالمقابل، قال قوادرية في إتصال مع " النصر " أمس بأنه عاد من الجزائر العاصمة بعد إنشغاله بتنصيب البرلمان، و أنه يزاول نشاطه بصفته عادية كأمين عام للفرع النقابي، معتبرا حديث منادي عن جمع قرابة 4000 توقيع لسحب الثقة من النقابة الحالية مجرد مناورة فاشلة، لأن عودة الموقعين على العريضة لا يتجاوز حسبه " 250 عاملا فعليا، و البقية من مستخدمي شركات المناولة، كما أن عزوف أعضاء الفرع النقابي عن الإلتحاق بالمقر منذ نحو أسبوع يبقى الغرض منه تفادي الصدامات مع أشخاص غرباء إستأجرهم منادي للقيام بهذا المخطط، كونهم يسيطرون على مقر النقابة و يشهرون أسلحة بيضاء من عصي و هراوات و سكاكين".قوادرية ذهب في معرض حديثه للنصر إلى أبعد من ذلك لما أضاف بأن الأمور القضائية أخذت مجراها في قضية منادي، فكشف عن حلول خبيرة قضائية من محكمة الحجار الإبتدائية أمس بالمركب للشروع في التحقيق في حسابات لجنة المشاركة، و هي اللجنة التي كان رئيسها و ثلاثة من أعضاء مكتبه قد أدينوا بالحبس النافذ على خلفية تورطهم في قضايا فساد و سوء تسيير و تبديد أموال ناتجة عن عائدات العمال، لأن الأشخاص المدانين كانوا حسب تصريح قوادرية " قد ذكروا إسم منادي في التحقيق و حتى في جلسة المحاكمة، خاصة ما يتعلق بتخصيص إشتراكات العمال لتسديد علاوات لاعبي إتحاد عنابة "، ليخلص قوادرية إلى القول بأن منادي فقد الحصانة البرلمانية منذ أول أمس السبت، و ما عليه سوى التفرغ لملفات الفساد التي كان إسمه قد ورد فيها، و الخاصة بمركب الحجار طيلة الفترة الممتدة من 2001 إلى 2009، لأن الفرع النقابي الحالي مصر على عدم التنحي، و قرر تسخير آلاف العمال لطرد منادي و المحسوبين عليه من المقر، بناء على الشكاوى العديدة التي تقدمت بها المديرية العامة ضدهم.هذه التهم فندها منادي في إتصال مع " النصر"، حيث أكد بأنه لم يتحصل على سنتيم واحد من لجنة المساهمة التابعة لمركب الحجار، منذ توليه رئاسة الفريق العنابي في جوان 2006، وأشار إلى أن الأموال التي تحصل عليها الإتحاد من المركب كانت كلها من عائدات صفقة "السبونسور" المبرمة بين الطرفين، لأنه وبحكم المنصب الذي كان يشغله كأمين عام للفرع النقابي، تمكن من إقناع أعضاء مجلس الإدارة بالتوقيع على عقد لتمويل إتحاد عنابة، من دون أن يكون أي دخل للجنة المساهمة في المبالغ المالية التي كان الفريق يستفيد منها، كما أن الحصيلة المالية للفريق طيلة المواسم الستة الماضية، و المصادق عليها من طرف محافظ الحسابات ومداخيل النادي لم تتضمن إطلاقا أية إعانة من لجنة المساهمة لمركب الحجار. إحتجاج أصحاب العقود و مستخدمي شركات المناولة أمام بوابة المركب على صعيد آخر، أقدم أمس عشرات الشبان من حاملي الشهادات الجامعية و خريجي مراكز التكوين على الإعتصام أمام البوابة الرئيسية لمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة مطالبين بضرورة إدماجهم ضمن الكتلة العمالية لمركب الحجار، سيما و أن المحتجين كانوا يشتغلون في مختلف ورشات و وحدات مركب الحجار في إطار عقود الإدماج المهني، لكن إنتهاء مدة عقودهم جعل إدارة المؤسسة تعمد إلى تسريحهم الآلي، الأمر الذي فجر موجة من الغضب في أوساط الشبان العاملين بعقود الإدماج المهني، و كذا بعض مستخدمي شركات المناولة الذين إنضموا إلى المحتجين و طالبوا بضرورة التعجيل في تطبيق مخطط الإدماج الذي كان محور إتفاق مبرم بين النقابة و المديرية العامة في شهر أفريل من السنة الماضية، لأن البرنامج المسطر لم يمس سوى دفعتين بإجمالي 690 عاملا، من أصل 1000 مستخدم كان من المقرر أن يتم إدماجهم في مختلف ورشات المركب. و تدخلت مصالح الأمن الداخلي و منعت المحتجين من الدخول إلى المركب، رغم أنهم واصلوا إعتصامهم أمام البوابة الرئيسية للمؤسسة، مطالبين بضرورة الحصول على ضمانات كتابية تتعلق بإدماجهم ضمن الكتلة العمالية لأرسيلور ميطال.