جناح قوادرية يكسب المعركة بقرار من الإتحاد المحلي و شلل تام بورشات أرسيلور ميطال المديرية تؤكد أن التوقف عن الإنتاج مبرمج مسبقا و الإستئناف مقرر اليوم شل أمس الثلاثاء المئات من العمال المحسوبين على جماعة منادي كامل الورشات و الوحدات الإنتاجية بمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة، بعدما قرروا المشاركة في الوقفة الإحتجاجية تضامنا مع العمال ال 18 الذين قررت المديرية العامة فصلهم عن مناصبهم بصفة تحفظية، حيث توقف النشاط كلية على مستوى الوحدات الكبرى منذ الساعات الأولى لفجر أمس، و ذلك بعد وضع شحنة التوقف على مستوى الفرن العالي عشية أمس الأول الإثنين،. الأمر الذي أدى إلى تعطيل عملية الإنتاج، إنطلاقا من الفرن العالي، مرورا بباقي الوحدات خاصة منها وحدة الدرفلة على البارد، المفولذة الأوكسيجينية ، وحدة الدرفلة على الساخن و وحدة تحضير الفحم الحجري، في الوقت الذي أكدت فيه إدارة المركب بأن هذا التوقف عن النشاط كان مبرمجا قبل هذه الحركة الإحتجاجية، و يندرج ضمن برنامج الصيانة الدورية، بينما كشف فرع الإتحاد المحلي للعمال الجزائريين بسيدي عمار عن موقفه الرسمي من الصراع على زعامة نقابة أرسيلور ميطال بعدم الإعتراف بعريضة سحب الثقة التي كان منادي و جماعته قد بادروا إلى إعدادها ، و بالتالي تزكية جناح قوادرية إلى غاية نهاية العهدة النقابية. و قد تجمع المئات من العمال المساندين لمنادي منذ الساعات الأولى لنهار أمس أمام مقر الفرع النقابي للتعبير عن تضامنهم مع البرلماني السابق عيسى منادي الذي واصل " خرجاته الإستثنائية"، حيث أقدم صبيحة أمس على الإعتكاف داخل مكتب الأمين العام للنقابة، مواصلا الإضراب عن الطعام الذي كان قد شرع فيه منذ سهرة الأحد الماضي، حيث رفض منادي فتح باب المكتب في وجه مئات المحسوبين على صفه، و أكد بأنه مصمم على عدم مغادرة مقر الفرع النقابي إلى غاية الإستجابة للمطلب الذي كان قد تقدم به، و القاضي بضرورة إدماجه ضمن الكتلة العمالية للمؤسسة التي إشتغل في مختلف ورشات الإنتاجية لسنوات طويلة، رافضا بذلك مخطط الإدارة بإحالة ملفه مباشرة على مصالح الصندوق الوطني للتقاعد. و كشف مصدر موثوق للنصر أن الحالة الصحية لمنادي تدهورت نسبيا في حدود الساعة العاشرة من صباح الأمس، و قد تفطن لذلك أحد أعضاء الفرع النقابي السابق، و الذي كان يتحدث معه في مكالمة هاتفية، لكن منادي توقف فجأة عن الكلام، مما دفع بالنقابي إلى التدخل على جناح السرعة و فتح باب المكتب بإستعمال القوة، مع الإستعانة بطاقم طبي من عيادة المركب، تكفل بمعاينة الحالة الصحية لمنادي الذي خارت قواه، كونه يعاني من داء السكري و كذا مرض إرتفاع ضغط الدم، و قد أمر طبيب المؤسسة منادي بضرورة وقف الإضراب عن الطعام ، لأن حياته في خطر، لكن المعني أصر على مواصلة الإعتكاف داخل المكتب الذي يشتهر بتسمية " البرّاكة "، في الوقت الذي أوقف فيه أتباعه ال 17 إضرابهم عن الطعام مساء أمس الأول عند دخولهم إلى المركب. على صعيد آخر، أكد مصدر من داخل الإدارة في إتصال مع النصر ظهيرة أمس أن الشلل الذي شهده المركب لم يكن على خلفية الحركة الإحتجاجية التي نظمها العمال المحسوبون على جناح منادي، و إنما نتيجة البرمجة المسبقة للصيانة الدورية على مستوى مختلف الورشات و الوحدات الإنتاجية، موضحا في هذا السياق بأن المركب سيستعيد نشاطه الإنتاجي بصفة عادية بداية من هذا الأربعاء، و ذلك وفقا للبرنامج المسطر، و لو أن جماعة منادي إعتبرت هذا الحديث مجرد مناورة لتبرير فشل المديرية في إقناع العمال بضرورة إلتزام أماكن عملهم، لأن عملية الصيانة الدورية كانت على حد قولهم مبرمجة بداية من سهرة الثلاثاء، لكن شحنة التوقف تم وضعها في الفرن العالي قبل 24 ساعة من الموعد المحدد، كما أن باقي الورشات توقف بها الإنتاج بمجرد الإعلان عن تنظيم وقفة إحتجاجية تضامنا مع العمال الذين فصلتهم الإدارة من مناصبهم بصفة تحفظية، و قد ذهب أتباع منادي إلى حد التأكيد على أنهم يحوزون على وثائق رسمية من المديرية كانت قد وجهتها في برقيات مستعجلة إلى مديرية الموارد البشرية لمجمع " أرسيلور ميطال " بلوكسمبورغ تعترف فيها بتأثير إضراب العمال على سير العملية الإنتاجية بالمركب قبل موعد الوقف الإضطراري للفرن العالي. و في سياق ذي صلة تقدمت مديرية المركب أمس بشكوى في القسم الإستعجالي لدى محكمة الحجار الإبتدائية ضد منادي و جماعته، بسبب إقدامهم على عدم تطبيق الأمر الصادر عن الجهات القضائية مطلع الأسبوع الجاري، لأن العدالة أمرت 18 عاملا بمن فيهم منادي بضرورة تنفيذ تعليمات المديرية و التي تلزمهم فيها بعدم الدخول إلى المؤسسة، بسبب العقوبات المسلطة عليهم، لكن إقدام مجموعة من العمال على كسر البوابة الرئيسية و السماح لمنادي و أتباعه بالدخول مساء أمس الأول و قيامهم بمعاينة إلى جميع الورشات أعقب بشلل تام في الوحدات الإنتاجية، و عليه فإن شكوى المديرية كانت بخصوص تواجد جماعة منادي داخل المركب و إتخاذها من مقر الفرع النقابي كمركز لتنظيمات التجمعات، فضلا عن تعطيل عملية الإنتاج. بالموازاة مع ذلك فقد وجهت أمانة الإتحاد المحلي للعمال الجزائريين بسيدي عمار ظهيرة أمس مراسلة رسمية إلى مسؤولي الفروع النقابية بمؤسسة أرسيلور ميطال عنابة تحت رقم 15 / 2012، موقعة من طرف الأمين المكلف بالتنظيم شاكري كحلوش، تضمنت موقف الإتحاد من الصراع النقابي بمركب الحجار، حيث تم الإعلان عن عدم الإعتراف بعريضة سحب الثقة التي كان منادي و جماعته قد تقدموا بها، و المرفقة بنحو 3900 توقيع للمطالبة بتنحية قوادرية و بقية أعضاء مكتبه، و قد حدد الإتحاد الولائي للعمال الجزائريين شهر أوت القادم موعدا لتنظيم عملية تجديد الفروع النقابية لأرسيلور ميطال، و هو الموعد الذي يتزامن مع نهاية العهدة، و هو موقف رسمي يزكي جناح قوادرية في " المعركة " القائمة من أجل زعامة نقابة مركب الحجار، مقابل خسارة منادي الرهان، إثر الإقرار بعدم شرعية العريضة التي قدمها، مع إحالته على التقاعد، فضلا عن صدور أمر قضائي يمنعه من الدخول إلى المركب. و إنطلاقا من هذه المعطيات فقد أصدر الأمين العام المفوض لنقابة أرسيلور ميطال مراد ضيف الله ظهيرة أمس بيانا تهجم فيه على شخص منادي، و طالبه بضرورة المغادرة الفورية للمركب، كونه يتخذ من مقر النقابة مقرا لتنظيم التجمعات، رغم أنه لم يعد على علاقة بالمؤسسة، و قد ألح ضيف الله في بيانه على ضرورة تصدي العمال للمناورات التي يقوم بها منادي لضرب إستقرار المركب، كونه إستعان بأشخاص غرباء على المؤسسة لزرع الفتنة بين عمال الورشات. من الجهة المقابلة فقد إعتبرت جماعة منادي موقف الإتحاد المحلي خطوة أخرى لقطع الطريق أمام آلاف العمال في مسعاها الرامي إلى تطهير المؤسسة من " أصحاب المصالح "، لأن الشريك الفرنسي لم يقدم حسبهم الشيء الإضافي للمركب و العمال، و إدراج مطلب فسخ عقد " الشراكة " كان كافيا لعدم الإعتراف بالعريضة، و لو أن مئات العمال المحسوبين على منادي أصروا على مواصلة الإعتصام أمام مقر الفرع النقابي إلى غاية موافقة المديرية على مطلب تعليق الإجراءات العقابية المتخذة في حق 18 عاملا.