تجتهد الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة المعروفة باختياراتها الغنائية الجادة في البحث عن نصوص شعرية تحمل سمات الإنسانية والوجودية والمغايرة من أجل «أغاني تعيش تحمل مقومات خلودها«. وقالت الفنانة اللبنانية التي قامت مؤخرا بجولة فنية بالمغرب قادتها إلى الصويرة وآسفي والجديدة وأزمور: «أبحث عن نصوص تستبد بي عن قصائد تسكنني فلا أشفى منها إلا إذا غنيتها. الأمر لا يرتبط بتيمات معينة بل المهم أن تكون نصوصا تحمل سمات الإنسانية والوجودية والمغايرة وقضايا الأرض والإنسان«. وفي هذا السياق يفهم تنوع مواردها الشعرية بين قصائد الحلاج وأبي فراس الحمداني وصولا إلى أنسي الحاج وطلال حيدر وأحلام مستغانمي بل والألماني الحائز على جائزة نوبل غونتر غراس. تدرك جاهدة وهبة أن الاختيارات الفنية الجادة في المشهد العربي تعيش في دائرة من العزلة وتسجل بأسف أن المؤسسات المعنية التي يفترض أن تدعم الفن النظيف غائبة فاسحة المجال للشركات التي تسوق لفن استهلاكي. مع ذلك لا يساورها شك في وجهتها قائلة: «لم أختر هذا النمط الجاد هو الذي اختطفني لا أستطيع أن أقدم فنا لا أقتنع به خصوصا أني تربيت على الموشحات والفن الكلاسيكي في الشرق والغرب«. بالنسبة لهذه الفنانة الغناء الرائج حاليا صخب فني يصنع بيئة غير سليمة و»من الضروري أن نصر على تقديم الجيد حفاظا على هويتنا الثقافية في زمن عولمة كاسحة» تتحدث جاهدة عن «جيل تنتهك ذائقته ويؤخذ إلى منطقة الابتذال والرداءة والاستسهال«.تتنقل جاهدة وهبة بين مجالات متعددة للإبداع لحنا وغناء وكتابة ومسرحا تضع هذا الارتحال تحت عنوان البحث عن الذات تعتبر الفن تلك «المساحة الجميلة المتبقية التي تمنحني إمكانية أن أتعدد وأتكاثر وأتنفس هواء نظيفا بعيدا عن الصخب الذي يلف حياتنا. يجعلني الارتحال ألتقي بنفسي في الماضي والمستقبل. وحينها يطيب لي أن أتشارك اللحظة مع الآخرين أدعوهم فيها إلى سفر وأمل في الحياة وجمال«