عين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الطاقم الحكومي الجديد الذي يقوده الوزير الأول عبد المالك سلال، خلفا لأحمد أويحيى، وخلفا لما كان منتظرا لم يشمل هذا التجديد تغييرات راديكالية، وأبقى على الحكومة السابقة بروتوشات خفيفة أهمها ازاحة وزير الصحة ولد عباس ووزير التربية بوبكر بن بوزيد. وكشف بيان التعديل الحكومي، الطاقم الحكومي الجديد الذي شهد عودة كل الوزاراء الذين تمت استخلافهم بعد الاعلان عن نتائج تشريعيات ال10 ماي المنصرم على غرار عمار غول الذي رجع لوزارته الاشغال العمومية، و شريف رحماني الذي عين وزيرا للصناعة، وطيب لوج وزير التشغيل و الضمان الاجتماعي. من جهة أخرى عاد رئيس حزب الحركة الشعبية الجزائرية كريم يونس للحكومة من جديد، حيث تم تعيينه على رأس وزارة التهيئة العمرانية، فيما تم تعيين رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق عبد العزيز زياري وزيرا الصحة خلفا لجمال ولد عباس. فيما تمت ازاحة وزير التربية بوبكر بن بوزيد وتم تعيين عبد اللطيف باب أحمد مكانه، وخلف الوزير الأول الجديد في وزارة الموارد المائية حسين نسيب، أما فيما يخص الروتوشات الأخير الذي شهدته الحكومة الجديدة هو تعيين المترشح اليابق في رئاسيات 2009 بلعيد محمد السعيد وزيرا للاتصال وعبد المجيد تبون وزير السكن و العمران. و كان أوضح سلال أمس، لدى تسلمه مهامه الجديدة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، برئاسة الجمهورية، أنه ينتظره عملا كبيرا بتكليفه بمفاتيح الوزارة الأولى، قائلا في تصريح للصحفيين عقب لقائه بالرئيس «هناك فعلا عمل كبير ينتظرنا ولكن هدفنا الأول و الأسما هو مواصلة إنجاز برنامج رئيس الجمهورية في الميدان» وجدد في هذا الصدد عزمه على «مواصلة العمل الذي قامت به حكومة أحمد أويحيى» معتبرا أن «برنامج رئيس الجمهورية هو برنامج واحد وهدفنا هو مواصلة إنجازه». ما أعرب عن «ثقته التامة» بأن الطاقم الحكومي الجديد «سينجح في هذه المهمة». لكنه بالمقابل ركز على ضرورة إضفاء وثبة جديدة، من اجل تطوير الاقتصاد الوطني. وأكد سلال أن الجزائر تحوز على امكانيات كبيرة تؤهلها لمواجهة التحديات « الخطيرة» التي تواجهها وطنيا وإقليميا، من خلال حصول تطورات وصفها بأنها «لا تبشر دائما بالخير» داعيا الى ضرورة «توخى الحيطة والحذر حتى نكون في مستوى هذه التحديات بفضل قدرات شعبنا وشبابنا خاصة». بيد انه خاطب الجزائريين بالقول «أعاهد كل المواطنين مثلما عاهدت رئيس الجمهورية بأننا سنعمل بكل نية وإخلاص لمصلحة الشعب والوطن لأن الجزائر قادرة على إعطاء الكثير لأبنائها وهو الأمر الذي كلفني به رئيس الجمهورية». وتابع «كما أدعو المواطنين أن يضعوا فينا ثقتهم وأن يمنحونا الفرصة لمواصلة العمل ونحن من جانبنا نؤكد لهم بأننا سنعمل كل ما في وسعنا لنكون في مستوى ثقهم وثقة رئيس الجمهورية. وأردف الوزير الأول الجديد «لقد سبق لي ان تقلدت عدة مناصب وأعتبر أنه سواء تعلق الأمر بمنصب رئيس الدائرة أو منصب الوزير الأول, فإن المهم هو أن نضع اليد في اليد وأن نعمل بكل نية وإخلاص حتى نحقق الهدف الذي نصبو اليه جميعا». ولم يكن تعيين عبد المالك سلال مفاجأة للأوساط السياسية والإعلامية باعتباره احد المقربين من الرئيس وطرح اسمه منذ سنوات.الا ان نتائج حزب جبهة التحرير الوطني الجيدة في الانتخابات التشريعية للعاشر من ماي وحصوله على الاغلبية ب208 مقاعد من اصل 462، جعل الكثيرين يتجه نحو إمكانية اعادة تعيين الأمين العام لحزب عبد العزيز بلخادم في هذا المنصب.وشدد المتحدث أنه سيبذل «كل ما بوسعه» بمعية أعضاء الطاقم الحكومي حتى يكون «في مستوى هذه الثقة». ورأى سلال أن مهمته الجديدة بمثابة «تكليف كبير أتمنى أن يوفقني الله في أدائها». وأضاف أن «هناك وثيقة عمل لمواصلة كل التطورات التي لا بد أن تعرفها الجزائر لا سيما ما تعلق بالاصلاحات» مشيرا على وجه الخصوص الى الانتخابات المحلية المقبلة وكذا تعديل الدستور. وتحاشى سلال إعطاء موعد محدد لإعلان تشكيلته الحكومية وقال أن «رئيس الجمهورية هو الذي يملك كل الصلاحيات الدستورية بهذا الخصوص» مضيفا «أننا اليوم أو غدا سنقوم بالعمل اللازم في هذا المجال ونسمح بالتالي للحكومة الشروع في عملها لأنه لم يعد لدينا الوقت لمواجهة المشاكل المطروحة». ويذكر أن عبد المالك سلال الذي ليس له اي انتماء حزبي تولى عدة مناصب ومسؤوليات من بينها عدة مناصب وزارية .