يعتبر اللاعب علي مصابيح أحد أبرز المهاجمين الذين عرفتهم الكرة الجزائرية، وأصبح نجما كبيرا بعد أهداف هذا اللاعب في مرمى المغرب في مدينة فاس والقاهرة، ورغم ما قدمه من خدمات جليلة للمنتخب الوطني بات اسما منسيا كما نسيت تماما مقصيته الشهيرة في مرمى الفراعنة. عن اعتزاله وحظوظ المنتخب الوطني في التأهل إلى المونديال، وكذا التهميش الذي يقول إنه تعرض له، يتحدث في هذا الحوار الذي خص به جريدة آخر ساعة في مدينة عين تيموشنت التي تحتضن مباريات المجموعة الثانية لنهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة. كيف هي أحوال علي مصابيح؟ بخير والحمد لله، فأنا أعيش حياتي بصفة عادية للغاية وسط أهلي وأصدقائي وأسرتي الصغيرة بمدينتي التي ترعرعت فيها وهي حمام بوحجر. غبت كثيرا عن الساحة الكروية ما السبب وراء ذلك؟ ابتعدت عن ميادين كرة القدم لإحساسي بأنني لم أعد قادرا على المواصلة في هذا الطريق وهذه هي أحوال الدنيا فكل بداية لها نهاية، وأنا راض عن مسيرتي الحافلة مع الفريق الوطني والأندية التي لعبت لها، سواء داخل أو خارج الوطن، كما أني تحصلت مؤخرا على شهادة التدريب من «الفاف». كيف تقيم مستوى أشبال المدرب الفرنسي مارك نوبيلو؟ الأداء لم يكن مقنعا، ومهمة التأهل للمونديال جد صعبة، لكننا نبقى متفائلين بخصوص تحقيق ذلك، خاصة أن المنتخب يملك أفضلية اللعب على أرضه، وبمؤازرة قوية من أنصاره ( الحوار أجري قبل مواجهة الجزائر و غانا) لما الكثيرون أكدوا أن منتخب أقل من 20 سنة، مستواه جد ضعيف، كما وجهوا انتقادات لاذعة للمدرب نوبيلو؟ الأكيد أن هناك نقائص في المنتخب الوطني للشباب، لكن هناك بعض الإيجابيات ونأمل أن يتحسن الأداء مستقبلا، وأنا أرى أن لقاء غانا سيكون حاسما وعلى اللاعبين تقديم عطاءات قوية. هل تعتقد أن منتخب أقل من 20 سنة يعتبر مستقبل المنتخب الوطني الأول؟ نعم، هذا أكيد خاصة في حال تحقيق مشوار طيب خلال الكان الحالي، وعلى اللاعبين تأكيد الثقة الموضوعة فيهم، وتشريف الألوان الوطنية. كيف يرى مصابيح الفريق الوطني الحالي بقيادة حاليلوزيتش الذي يصارع على التواجد في المونديال للمرة الثانية على التوالي؟ أستطيع أن أقول أننا نملك منتخبا قويا يستطيع الذهاب إلى المونديال. فالتشكيلة الحالية تضم لاعبين محترفين على مستوى عالي من الفنيات والنضج التكتيكي المكتسب من لعبهم ضمن صفوف فرق قوية. ما هي النصائح التي تقدمها لرفقاء فيغولي خلال المواجهة القادمة أمام البنين؟ أنصح اللاعبين بالتحلي بالحرارة في اللعب التي عودونا عليها، فالكل ينتظرهم لتحقيق هدف الوصول للمونديال ولا يجب الاستهانة بالمنتخب البنيني فهو رائد المجموعة، و خلال المباريات التي شاهدناها فالبنيون سيلعبون بدون ضغوط والعودة بنقطة التعادل تعتبر انجازا بالنسبة لهم. هل ابتعادك عن كرة القدم قطع علاقتك بفريقك الأول مولودية وهران؟ أبدا، فالمولودية تبقى في القلب أين عشت أزهى فترات مشواري الكروي. هل لك أن تحدثنا أن تجربتك في نادي غرونوبل الفرنسي؟ تجربتي القصيرة في نادي غرونوبل الفرنسي في الحقيقة كانت خاطئة، خاصة وأنه كان لدي عروض متقدمة من نادي أوكسير ولانس الفرنسيين، غير أنني اخترت غرونوبل الذي لم أجد ضالتي فيه. لأقرر بعدها، العودة إلى مولودية وهران للانضمام إلى الفريق، بفضل رئيس الفريق يوسف جباري الذي دفع مبلغ 600 مليون سنتيم، حتى أعود إلى فريق الأصلي. كيف ترى المستوى العام للبطولة المحترفة الأولى لهذا الموسم؟ في حقيقة الأمر، لما تشاهد البطولة المحترفة لهذا الموسم وتقارنها بالمستوى العام للبطولة الماضية، تلاحظ تقريبا أن المستوى جدا متقارب بين الأندية ولم يتغير كثيرا، سواء من حيث الفرق التي تلعب من أجل اللقب، أو الفرق التي هي مهددة بالسقوط، ما عدا الاستثناء التي يصنعه فريق اتحاد الحراش الذي يؤدي موسما كبيرا ويلعب على البطولة الوطنية أو وفاق سطيف الذي رغم تشبيبه للفريق إلا أنه لا يزال يلعب على اللقب أيضا هذا الموسم. لكن هناك صراع في المقدمة من بعض الأندية العاصمية وهذا شيء إيجابي أليس كذلك؟ صحيح، أن هناك تحسن من هذه الناحية فالبطولة لهذا الموسم تشهد صراع إلى غاية الجولات الأخيرة بين الفرق المقدمة، ونخص بالذكر مولودية الجزائر واتحاد الجزائر، وهو ما يجعل الترقب قائما إلى غاية الجولة الأخيرة إن صح القول، لأن الأمور لحد الآن لم تحسم بعد، واللقب لم يحسم لحد الآن لأي فريق. والأندية التي تلعب على اللقب لا تزال حظوظها قائمة للتتويج. ألا ترى أن شاوشي يستحق مكانة أساسية في المنتخب الوطني في ظل مستوى مبولحي؟ بطبيعة الحال، شاوشي حارس كبير ويؤدي موسما كبيرا مع المولودية، والجميع يشهد له بذلك، لذا أرى أن مكانته لا نقاش فيها. لكن القرار يبقى بيد الطاقم الفني للمنتخب الوطني لاستدعائه للمنتخب أو لا. مع أنني أرى أن عودته ستفيد المنتخب كثيرا. كيف ترى مستقبل الخضر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل؟ المهمة ستكون صعبة جدا أمام منتخب البنين والمنتخب المالي، لكن لا ينبغي أن يكون المنتخب ضحية تلك المنتخبات، فعلى الناخب الوطني حاليلوزيتش أن يحضر جيدا وأن يكون اللاعبون في المستوى المطلوب حتى نتمكن من التأهل. لاحظنا أن الخضر أصبحوا لا يتفاوضون جيدا خارج الديار بدليل الخسارة أمام مالي في بوركينافاسو والدورة التي كانت كارثية من حيث النتائج في الكان. ألا ترى أن التأهل إلى المونديال يتطلب الفوز داخل وخارج الديار والجزائر تعاني من هذا؟ هذا سؤال وجيه، والحقيقة التي يجب أن نقف عليها في الواقع، فإذا أردنا أن نتأهل إلى المونديال نحن مطالبون بالفوز خارج الديار، فلا يكفي أن نفوز في تشاكر لكي نقول أن المنتخب سيتأهل إلى المونديال. على الناخب الوطني حاليلوزيتش أن يزرع ثقافة الفوز لدى اللاعبين سواء داخل وخارج الديار وإلا فلا مونديال ولا هم يحزنون. أين يكمن الخلل في المنتخب الوطني حسب رأيك؟ أعتقد أن المنتخب مطالب بتدعيم خط وسط الدفاع إلى جانب وسط الميدان الدفاعي، لأن المنتخب ليس مكون فقط من مهاجمين حتى نركز فقط على الهجوم أو وسط الميدان الهجومي. بما تريد أن نختم هذ الحوار؟ أود أن أشير إلى أن المنتخب ملك لجميع الجزائريين، وعندما الشعب الجزائري يغضب من النتائج السلبية وحتى اللاعبين القدامى أو المحللين، فهذا نابع من أن الكل يحب أن يشاهد الراية الوطنية تخفق عاليا. وإن شاء الله الخضر سيتجاوزون أزمة الكان الأخير، بالفوز على البنين لتكون بداية حلوة على طريق التأهل إلى مونديال البرازيل لذي نأمل أن نكون حاضرين فيه مثلما سجلنا حضورنا في كأس العالم الأخيرة بجنوب إفريقيا.