يشتكي سكان منطقة الحدادة التابعة لعاصمة ولاية جيجل منذ فترة طويلة من أزمة نقل حادة انعكست على الحياة اليومية لهؤلاء السكان الذين فشلت كل مساعيهم في القضاء على هذا المشكل الذي أضحى بمثابة كابوس مرعب يقض مضاجع العديد منهم وخاصة العمال والمتمدرسين الذين لم يجدوا وسائل نقل توصلهم الى المؤسسات التي يقصدونها كل صباح .ورغم النمو الكبير الذي عرفته شبكة النقل البري بعاصمة الكورنيش وارتفاع حضيرة الولاية من الحافلات المخصصة للنقل الحضري بشكل أدى الى نشوب صراعات طاحنة بين الناقلين العاملين على مختلف الخطوط حول من يظفر بأكبر عدد من الركاب الا أن كل هذا لم ينعكس ايجابا على سكان منطقة الحدادة الذين لازال السواد الأعظم منهم يقضون الساعات الطوال في محطة النقل المتواجدة بالمنطقة في انتظار حافلة أو سيارة “فرود” توصلهم الى وجهتهم المقصودة وذلك في ظل فوضى بالنقل التي تلقي بظلالها على المنطقة وعدم احترام الناقلين العاملين على الخط المؤدي الى منطقة الحدادة لقواعد العمل المنصوص عليها في دفتر الشروط .وقد ساق سكان الحدادة صورة قاتمة عن مشاكل النقل التي تلاحقهم صباح مساء مؤكدين بأنهم أصبحوا يقضون قرابة ساعة من الزمن من أجل الإلتحاق بوسط المدينة رغم أن المسافة التي تفصل منطقتهم عن هذه الأخيرة لاتتجاوز بالكاد الثلاثة كيلومترات وهو الأمر الذي أعزاه هؤلاء الى التوقفات الكثيرة لأصحاب الحافلات وقضائهم لأوقات كبيرة في مختلف المحطات الفرعية الواقعة على الطريق المؤدي الى قلب المدينة ، ناهيك عن التصرفات غير المقبولة لبعض هؤلاء الناقلين ممن لايتوانون في خرق قانون النقل جهارا نهارا من خلال العمل في ساعات معينة وتوقيف حافلاتهم في ساعات متقدمة من النهار دون أدنى اعتبار لرغبات زبائنهم وخاصة العمال والتلاميذ الذين أضحى أغلبهم يصلون الى مؤسساتهم في أوقات متأخرة بكل مايسببه لهم ذلك من مشاكل مع مسؤوليهم وخاصة في الفترة الصباحية .هذا وقد ناشد سكان منطقة الحدادة كل من مديرية النقل وكذا السلطات الولائية من أجل التدخل الفوري لإنهاءهذا المشكل الذي عمر طويلا وذلك من خلال الزام الناقلين العاملين على خط الحدادة باحترام دفتر الشروط الذي أمضوا عليه ومن ثمة تحسين الخدمات التي يقدمونها لزبائنهم والتي تبقى في كل الأحوال واجبا تفرضه القوانين مادام أنه لاأحد منهم يحمل هذا الزبون أو ذاك من دون مقابل .