أرسل الجيش الوطني الشعبي، في اليومين الأخيرين، تعزيزات عسكرية إضافية إلى الحدود مع الجارة تونس وذلك على التطورات الأمنية التي عاشتها هذه الأخيرة من هجمات إرهابية على مراكز أمنية. أمرت قيادة الجيش الوطني الوحدات العسكرية المتواجدة على الحدود الشرقية للبلاد برفع حالة تأهبها وتكثيف الطلعات الجوية للطائرات الحربية مع تشديد الرقابة عبر مختلف المسالك بتكثيف الدوريات والحواجز الأمنية وذلك لمحاصرة العناصر الإرهابية التي نفذت هجمات ضد مراكز أمنية تونسية بمَنطقة دورِ إسماعيل التابعة لمعتمدية قبلاط في ولاية باجة. يدخل هذا الإجراء العسكري ضمن مخطط التنسيق الأمني بين الجزائروتونس التي بدأ جيشها من جهته حملة تمشيط واسعة قرب الحدود لرصد العناصر الإرهابية والكشف عن أماكن اختبائها. حسب المعلومات الواردة من ولاية تبسة فإن الجيش قام بعمليات قصف جوي في الجبال المتواجدة في الحدود وذلك بعد رصده تحركات مشبوهة فيها. من جهته شن الطيران الحربي التونسي غارات مُكثفة على مواقع في جبل التلة بمنطقة قبلاط يُعتقد أن «إرهابيين« يتحصنون بداخلها، حيث استخدم الجيش في هذا القصف طائرات من نوع «أف 5» ومروحيات، وأسفرت هذه العملية العسكرية التونسية، لغاية يوم أمس، إلى مقتل مسلحين اثنين واعتقال ثالث، هذا بالإضافة إلى العثور على أسلحة وكميات من مادة «الأمونيتر« التي تستعمل في صنع العبوات الناسفة. جدير بالذكر أن إرهابيون قاموا بعملية ضد مراكز أمنية في ولاية باجة أسفرت عن مقتل ضابط برتبة ملازم أول وضابط صف برتبة عريف بالإضافة إلى إصابة عريف آخر بجروح، كما هاجمت العناصر الإرهابية، ليلة الأربعاء إلى الخميس، مركزين للحرس التونسي في مدينة غار الدماء الحدودية بولاية جندوبة من دون أن تسفر عن إصابات. وما تجدر الإشارة إليه أيضا أن تظاهرة لقوات الأمن، أمس، أجبرت المنصف المرزوقي الرئيس التونسي وعلي العريض رئيس الوزراء على مغادرة موكب رسمي تكريماً لعنصري الحرس الوطني المقتولين، وهتف عناصر الأمن في وجه المسؤولين «إرحل« و«جبان«، وذلك حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية، ما أجبرهما على مغادرة الموكب الذي نظم بثكنة الحرس الوطني بالعوينة بالعاصمة التونسية.