رسالتي التي كتبتها بعد نكسة السبت الماضي للتاريخ أولا والى السيد الرئيس المرشح الذي لم يترشح بعد لرئاسيات 2014 ثانيا وإلى ابناء الشعب مثلي ثالثا، أثارت ردود فعل كثيرة أكدت لي على الأقل بأن الوعي السياسي للشعب لا غبار عليه رغم محاولات حرماننا من حقنا في التعبير و واجبنا في المساهمة في الحراك الحاصل عندنا، لأجل هذا قررت اليوم أن أكون غثا مرة أخرى وأوجه هذه المرة كلامي مباشرة للذين ضربوا على الرئيس جدارا من حديد وفصلوه عن مؤسسات الدولة وعن شعبه ووضعوه في زجاجة ليصبح مثل المارد الذي لا يظهر إلا ليختفي، وأكتب أيضا لكل المطبلين للعهدة الرابعة طمعا في البقاء في مواقعهم التي يقبعون فيها على قلوب الجزائريين ليستحوذوا على ما تبقى من مؤسسات الدولة وخيرات الوطن، وليس حبا في الرئيس واقتناعا بقدراته.نعم اقولها بصوت عال جدا أنا في قطر ودائما قلبي كان في الجزائر حتى عندما غادرتها مرغما دون إرادتي، نعم أكررها للمرة الألف مرغما لأني لم أقبل بما قبله الكثيرون، لم أقبل أن أكون صفحة بيضاء لسواد أقلامهم وليس حبرهم، لم أقبل أن أكون من الذين رضخوا لمساومات بعض المرتزقة السياسيين الذين إتخذوا الفساد مبدأ و مازالوا يعيثون به في هذه الأرض، وأقولها بصوت عال أكتب من خارج الجزائر دون عقدة أو تردد ودون الحاجة الى أن أسكن فيها لأنها تسكن فينا كلنا دون استثناء، وغادرناها بسببكم وبسبب ممارساتكم...كلامي موجه اليوم لعصابة الانتهازيين والمنتفعين والمطبلين والشياتين الذين يدفعون بالرئيس للترشح لعهدة رابعة في ظروف لا انسانية، نعم كلامي لكم أيها المفسدون في الأرض واحدا واحدا وأدرك انكم تعرفون أسماءكم جيدا وحتى الشعب يعرف سيركم لأن كل شيء اتضح بل صار واضحا ولم يعد الغربال يقدر على أن يخفي الشمس كما فعل لمدة 15سنة كاملة.أنتم الذين تمارسون الفسق السياسي علنا وإن كان مذموما حتى في السر، أنتم قننتموه ولم تخافوا شيئا بدءا من تكسير مؤسسات الدولة فأصبحت رميما بين أيديكم العفنة إلى غاية محاولة استغباء الشعب الذي أخطأتم في حقه وكررتم ذلك تماديا في عرضه وشرفه، والأدهى والأخطر من ذلك تريدون أن تئدوا مابقي من الرجال وتقضوا على ما تبقى من المؤسسات من خلال الاستخفاف بعقول الجزائريين وتخويفهم بما حدث سنوات التسعينيات، وبأن استقرار البلد وأمنه يمر حتما عبر العهدة الرابعة التي ستكون هي الدمار بنفسه للبلد ، وتكون بمثابة الانقلاب الفعلي على المبادئ والقيم والشعب ومؤسساته وليس عنوانا للاستمرارية والاستقرار..أنتم نعم ..أعرف انكم ستعرفون أسماءكم حتى دون أن أسميها ..هل هذه الجزائر ملك لكم حتى تضعوا رئيسها في الجيب قبل الكرسي؟ هل هذه الأرض ملك لكم حتى تكونوا الآمرين بالتصرف في خيراتها وما تجود ..هواءها وما نستنشق.. سماءها وما نلتحف به ..رائحتها وما نشم ؟ هل أصبحتم ملوكا على شعب تخجل حتى العبودية منه؟ هل نسيتم أم نذكركم بتفريغكم لمحتوى مؤسسات الدولة التي جعلتموها مجرد غرف خاوية تربتها أصبحت خصبة للزواحف السياسية ومغول القرن الواحد و العشرين ؟ هل أذكركم بإستفحال الرداءة على مستوى المنتخبين بدليل ان الرئيس لم يضع رجله يوما في البرلمان لأنه لا يؤمن حتى به ولا بمن فيه؟ هل أذكركم بأنكم قتلتم في نفوس أبنائنا الأمل والطموح في غد أفضل ودفعتموهم الى اليأس والحرقة والهجرة قسرا حتى تستحوذوا على الجزائر التي لم تقدر عليها فرنسا بجبروتها ؟هل أذكركم بتحالفكم من أجل عفس ورفص الدستور الذي صار مرجعا لدولة الفوضى والفراغ والعصب، وتحالفكم لأجل اخضاع القضاء لنزواتكم، وتحطيم المنظومة التربوية والصحية والفلاحية، وتشويه مصالح الاستخبارات في الجيش ومحاولة تركيعها وتفتيتها لمحو أثار التحقيقات في ملفات نهب اموال سوناطراك والدعم الفلاحي والطريق السيار ، ولإقامة سلطة جديدة بديلة عن المؤسسة العسكرية وهي سلطة المال المشبوه التي تحيط بالرئيس.ألم تجعلوا من الرشوة مبدأ ومن الفساد الأخلاقي والمؤسساتي والاقتصادي عقيدة للمجتمع فساءت الأخلاق و فسد الذوق العام وانتشر الاجرام وامتلأت السجون وانهارت المؤسسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ليتحول شكيب خليل الى مواطن صالح ، ويصبح الشرفاء خونة ، ويتحول الرديؤون الى أكفاء يديرون الوزارات والمؤسسات والادارات والأحزاب والجمعيات المعتمدة في سبيل التطبيل والتهليل..كبرت الجهوية بين أحضانكم وقتلت الكفاءة وأصبح مكان الميلاد بمثابة شهادة مهنية أكثر أهمية من الجدارة والاخلاص، وعلى أساسها تتم التعيينات في المناصب العليا!! أيعقل أن تميل كفة التعيينات في الحكومة الجزائرية إلى أحد عشر وزيرا من دوار واحد أساؤوا اليه أكثر مما خدموه ! بئس أفعالكم التي تجاور المكر وتتغذى من الخداع لتصنع الحقد والكراهية وتغذي روح الانتقام بين الجزائريين ..قدرتم على كل شيء لحد الأن في سبيل سعيكم للاستمرار في حكم الجزائر بالوكالة بفعل مكركم وخداعكم وجعلتم من الجزائر كيانا غير قابل للحياة والتجدد والتطور، وجعلتم من الجزائر اضحوكة بين الأمم يصبح فيها الانتحار في زمن العزة والكرامة حلالا وفرضا و واجبا على كل واحد منا للتخلص منكم ومن الظلم والفساد والرداءة التي تقودها عصابة تريد الاستخفاف بعقول الجزائريين والاستيلاء على خيراتهم ولكن هيهات ..اليكم جميعا ....أنتم الذين تعتبرون انتقاد الرئيس خيانة عظمى وكُفر وردّة أقول بأن رئاسة الجمهورية مؤسسة دستورية نحترمها ونقدسها ولكن بوتفليقة ليس سوى انسان ومواطن مثلنا جميعاوعندما يريد الترشح لرئاسة بلد بحجم الجزائر علينا أن نسمعها من فمه شخصيا و إن لم يكن قادرا على ذلك نقول له لا و ألف لا لأن الجزائر أكبر بكثير من أن نستهتر بها ، والشعب أكبر من أن يبقى تحت رحمتكم تتصرفون في مصيره كما يحلوا لكم ..