حورية فارح حاصر صبيحة أمس سكان 450 مسكنا فوضاويا بحي الزهور مقر بلدية البوني منذ الساعات الأولى من الصباح حيث تسببت الحركة الاحتجاجية في شل نشاط البلدية وذلك من أجل التعبير عن غضبهم واستيائهم الشديدين إزاء عملية التهديم التي قامت بها مصالح البلدية رفقة مختلف السلطات المعنية يوم الخميس بدون سابق إنذار والتي طالت أكثر من 30 بيتا فوضويا وقد جاء قرار غلق مقر البلدية من طرف السكان المتضررين الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بدون مأوى إلى جانب باقي السكان الذين باتوا متخوفين من مصيرهم وخاصة على خلفية مباشرة الجهات المعنية يوم الخميس في عملية التهديم ليتم إخبارهم بمواصلتها بداية الأسبوع ما أدخل سكان الحي في حالة طوارئ إذ توجهوا عند طلوع النهار إلى مقر البلدية وكان ذلك حوالي الساعة السابعة والنصف أين قام السكان المحتجون بغلق البوابة الرئيسية لمقر بلدية البوني رافعين لائحة للمطالبة بتسوية وضعيتهم اتجاه السكن مكتوب عليها نحن سكان 450 مسكنا فوضاويا بحي الزهور البوني نطالب بالسكن وحضور الوالي وأمام إصرار المحتجون على إيصال انشغالاتهم للسلطات المعنية التي لم تحرك ساكنا بعدما هدمت السكنات فوق رؤوس قاطنيها ووجدت بعض العائلات نفسها في العراء وأثاثها مرميا في الجبل وهذا ما أثار غضب المعنيين الذين قاموا بمنع الموظفين وعمال البلدية من الالتحاق بمناصب عملهم على خلفية غلقهم للبوابة الرئيسية بدون ترك أي شخص يمر مهما كان صفته مواطنا أو موظفا وقد استمرت حركتهم الاحتجاجية طوال الصباح وسط تعزيزات أمنية وكانت آخر ساعة حاضرة مكان الاحتجاج ليتم فيما بعد عقد لقاء بمقر دائرة البوني من طرف رئيس الدائرة رفقة ممثلين عن المحتجين أين استمع لانشغالاتهم وإقناعهم بالعدول عن محاصرة البلدية وغلقها وتم الاتفاق على ضرورة فتح الطريق مع وعدهم بعدم التعرض لهم وكما أنه لا يوجد تهديم وهذا بحسب ما جاء على لسان المعنيين بالأمر ليتم إقناع باقي السكان بالعدول عن الاحتجاج ومن جهتنا حاولنا مقابلة رئيس دائرة البوني لمعرفة مصير العائلات التي تم تهديم مساكنها والإجراءات المتخذة إلا أننا انتظرنا طويلا ليتم إخبارنا بأن رئيس الدائرة قد خرج. وهذا قد تنقلت آخر ساعة إلى الحي المعني أين رصدنا معاناة تلك العائلات التي باتت مهددة بتهديم بيوتهم في أية لحظة حيث عبروا لنا عن تخوفهم من عملية التهديم وهذا ما جعلهم لا ينامون وهذا بالإضافة إلى أنهم يعتبرون من أقدم سكان الحي إلى جانب أنهم من أبناء المنطقة ولم يستفيدوا لا من سكن ولا من وظيفة بينما هناك غرباء استفادوا من كل الحقوق على حسبهم وأما بخصوص عملية التهديم التي باشرتها السلطات المحلية فقد اعتبرها السكان أنها مفاجئة ولم يتم انذراهم من قبل وكما أنهم لم يمنعوا العملية عند البداية لأنها كانت تشمل البيوت الفوضوية الشاغرة التي تم إنجازها حديثا من طرف أصحابها إلا أنه عندما زحفت العملية إلى باقي البنايات التي تقطن بها عائلات ليتم تهديمها على رؤوس ساكينها كما حدث مع الشاب سفيان في العقد الثاني متزوج وأب ليتم تهديم مسكنه فوق رأسه دون أن تتحرك مشاعر القائمين على عملية التهديم ما أدخلهم في حيرة كما قرر سفيان المكوث في منزله المهدم رفقة عائلته معلنا الدخول في إضراب عن الطعام احتجاجا على السياسة المنتهجة ضده وكما أن عملية التهديم كادت أن تطال حتى منزل عمي حسين المعاق الذي لديه رجل اصطناعية ليقوم باقي الجيران بالوقوف في وجه القائمين على عملية التهديم لكي يتركونه في سلام ومن جهتهم سكان الحي نددوا بأن عملية التهديم كانت بدون قرار تهديم على اعتبار أن هناك محسوبية في الهدم لأن كل السكان الذين يقطنون بالحي الفوضوي غير محصيين بينما هو من أبناء المنطقة ويعيش في تلك الظروف منذ سنوات أي بعد الانتهاء من عملية الإحصاء التي كانت سنة 2007 وهذا ما جعل المعنيين يناشدون الجهات المعنية ضرورة التكفل بالعائلات التي هدمت سكناتها وإيجاد حل لمشكلتهم وجدوا أنفسهم متشردين في الشارع.